القاعدة العسكرية الحديثة التي تنسب القوة المعنوية إلى الكثرة العددية، بنسبة ثلاثة إلى واحد رجعنا إلى نتيجة مؤسفة جدا هي نسبة واحد إلى خمسة عشر! فقد ذكر بعض المؤرخين أن جيش الحسن عليه السلام بقي ينازل عدوا يعده خمسة وأربعين ضعفا بالضبط! فأين الكفاية لقمع فتنة الشام بالقوة؟!
ولو كان هنا وهناك من احتج على موقف الإمام عليه السلام، فبعد التسليم بإخلاصه ولم يكن ممن يتصيدون في الماء العكر، فهل هو ممن صدق في بيعته للإمام عليه السلام على الطاعة، هذا إذا لم يعتبره إماما معصوما؟ وكم كان عددهم؟ وإذا قلت أنهم كثير ولا أعتقد ذلك، فهل جيش كذلك ممن لم يع واقعه مؤهل لخوض معركة حاسمة.
خامسا: تسلم معي أن الإمام (ع) خليفة لدى الفريقين.. خليفة بالنص عند الشيعة، وخليفة عند غيرهم باختيار فئة من المسلمين بادئ ذي بدء كخلافة أبي بكر، وبالمصطلح اليومي (بالانتخاب). والحسن إنما وقف موقفه من معاوية وتنازل له، ليس إلا عن تلك السلطة التي كان مصدرها انتخاب الناس له دون المنصب الذي كان مصدره اختيار الله له ونص الرسول (ص) عليه، لأن هذا المنصب لا تناله يد في تغيير أو تبديل (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي؟ قال لا ينال عهدي الظالمين). وما قيمة الملك المحدود إذا قيس بالملك الروحي الذي لا تبلغه الحدود.
وفي تصفحي السطحي العابر هذا اليوم رأيت أن الحسن عليه السلام يجيب على سؤالك بعدة لغات كأمثلة: