عنه كان كاتب عثمان بن عفان رضي الله عنه وأمينه. وعبد الملك بن مروان كان من أعدل حكام المسلمين وأحسنهم سيرة وأقدرهم على إدارة الحكم بعد الخلفاء الراشدين. وهو من الطبقة الأولى من التابعين، بايعه ابن عمر وابن عباس دون ابن الزبير. واحتج بفعله الإمام مالك في الموطأ.
وابنه الوليد قام بالفتوح العظيمة الكثيرة كما لم سيبقه فيها أحد. وكذلك أخوته يزيد وسليمان وهشام، كلهم عرف عنهم عدلهم وحسن رأيهم بالمسلمين. وأستشهد بما ورد في الكتاب الذهبي: ربما نحتج على مبدأ بني أمية (الحكم للأقوى) ما بذلوا من دماء في سبيل تحقيق هدفهم بالحكم. على أننا نجد أن الدولة الأموية كانت عربية القلب واليد واللسان. لم يكن فيها مكان للموالي أو للعجم. فحقق الأمويون فتوحات عظيمة، وامتدت دولتهم من وسط فرنسا حتى غرب الصين دون أن تضعف سيطرة الخلافة في دمشق على الأطراف.
وظل الإسلام نقيا من الحركات الراغبة في تحريفه، على أنه ما إن انهارت الدولة الأموية وبدأت الدولة العباسية حتى عادت العصبية الشعوبية واشتدت، وكثرت الحركات الهدامة كالزنادقة والبرامكة والمعتزلة... إلخ، وضعفت الدولة وأخذت تتفتت حتى في زمن الخلفاء الأقوياء كالرشيد، وزادت سيطرة الفرس على الدولة، فلجأ المعتصم إلى الأتراك فاستبدوا بالحكم وتفتت الدولة العباسية، وذلك أن العرب لا تفلح إلا بحاكم عربي:
وإنما الناس بالملوك وما تفلح عرب ملوكها عجم. أ. ه.
بني أمية للأنباء ما صنعوا وللأحاديث ما شادوا وما دانوا