معاوية رضي الله عنه باستشارة أهل الشام في الأمر، فاقترحوا أن يكون الخليفة من بعده من بني أمية، فرشح ابنه يزيد، فجاءت الموافقة من مصر وباقي البلاد وأرسل إلى المدينة يستشيرها وإذ به يجد المعارضة من الحسين، وابن الزبير، وابن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر، وابن عباس. أنظر: تاريخ الإسلام للذهبي - عهد الخلفاء الراشدين (ص 147 - 152)، وسير أعلام النبلاء (3 / 186)، والطبري (5 / 303)، وتاريخ خليفة (ص 213).
وكان اعتراضهم حول تطبيق الفكرة نفسها، لا على يزيد بعينه.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن المؤرخين والمفكرين المسلمين قد وقفوا حيال هذه الفكرة مواقف شتى، ففيهم المعارض، ومنهم المؤيد، وكانت حجة الفريق المعارض تعتمد على ما وردته بعض الروايات التاريخية، التي تشير أن يزيد بن معاوية كان شابا لاهيا عابثا، مغرما بالصيد وشرب الخمر، وتربية الفهود والقرود، والكلاب... الخ. (نسب قريش لمصعب الزبيري (ص 127)، وكتاب الإمامة والسياسة المنحول لابن قتيبة (1 / 163)، وتاريخ اليعقوبي (2 / 220)، وكتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي (5 / 17)، ومروج الذهب للمسعودي (3 / 77). وانظر حول هذه الافتراءات كتاب: صورة يزيد بن معاوية في الروايات للأدبية فريال بنت عبد الله ص 86 - 122).
ولكننا نرى أن مثل هذه الأوصاف لا تمثل الواقع الحقيقي لما كانت عليه حياة يزيد بن معاوية... وبالرغم من كل ما سبق أن أوردناه من روايات، فإن أحد المؤرخين المحدثين قد أعطى حكما قاطعا بعدم أهلية يزيد للخلافة، دون أن يناقش الآراء التي قيلت حول هذا الموضوع، أو أن يقدم أي دليل تاريخي يعضد رأيه، ويمضي ذلك المؤرخ المحدث في استنتاجاته، فيرى أن معاوية لم يبايع لولده يزيد بولاية العهد، إلا مدفوعا بعاطفة الأبوة. أنظر كتاب موسوعة التاريخ الإسلامي لأحمد شلبي (2 / 46 - 47، 51).