روى قطر، عن منذر الثوري، عن محمد بن الحنفية قال: قتل مع الحسين سبعة عشر رجلا، كلهم من ولد فاطمة عليها الصلاة والسلام.
وذكر أبو عمر بن عبد البر عن الحسن البصري قال: أصيب مع الحسين بن علي ستة عشر رجلا من أهل بيته ما على وجه الأرض لهم يومئذ شبيه. وقيل إنه قتل مع الحسين من ولده وأخوته وأهل بيته ثلاثة وعشرون رجلا.
وفي صحيح البخاري في المناقب عن أنس بن مالك: أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين، فجعل في طست فجعل ينكت، وقال في حسنه شيئا فقال أنس: كان أشبههم برسول الله (ص) وكان مخضوبا بالوسمة. وكان الفاسق يؤثر في رأسه المكرم بالقضيب، وأمد عبيد الله بن زياد من قور الرأس حتى ينصب في الرمح، فتحاماه أكثر الناس، فقام رجل يقال له طارق بن المبارك بل هو ابن المشؤوم الملعون المذموم، فقوره ونصبه بباب دار عبيد الله، ونادى في الناس وجمعهم في المسجد الجامع وخطب خطبة لا يحل ذكرها، ثم دعا بزياد ابن حر بن قيس الجعفي فسلم إليه رأس الحسين ورؤوس أخوته وبنيه وأهل بيته وأصحابه، ودعي بعلي بن الحسين فحمله وحمل عمامته وأخواته إلى يزيد على محامل بغير وطاء، والناس يخرجون إلى لقائهم في كل بلد ومنزل حتى قدموا دمشق ودخلوا من باب توما، وأقيموا على درج باب مسجد الجامع حيث يقام السبي، ثم وضع الرأس المكرم بين يدي يزيد، فأمر أن يجعل في طست من ذهب وجعل ينظر إليه ويقول هذه الأبيات:
صبرنا وكان الصبر منا عزيمة وأسيافنا يقطعن كفا ومعصما نعلق هاما من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما