يزيد بن معاوية، وعبيد الله بن زياد، ومن تنزل منزلتهم من أحداث ملوك بني أمية، فقد صدر عنهم من قتل أهل بيت رسول الله (ص) وسبيهم، وقتل خيار المهاجرين والأنصار بالمدينة وبمكة وغيرها. وغير خاف ما صدر عن الحجاج، وسليمان بن عبد الملك، وولده من سفك الدماء، وإتلاف الأموال، وإهلاك الناس بالحجاز والعراق وغير ذلك.
وبالجملة فبنو أمية قابلوا وصية النبي (ص) في أهل بيته وأمته بالمخالفة والعقوق فسفكوا دماءهم، وسبوا نساءهم، وأسروا صغارهم، وخربوا ديارهم، وجحدوا فضلهم وشرفهم، واستباحوا لعنهم وشتمهم، فخالفوا رسول الله (ص) في وصيته وقابلوه بنقيض مقصوده وأمنيته.
في الصفحة 643: باب ما جاء في بيان مقتل الحسين رضي الله عنه ولا رضي عن قاتله: ذكر أبو علي بن عثمان بن السكن الحافظ قال... عن أنس بن الحارث قال: قال رسول الله (ص): إن ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق، فمن أدركه منكم، فلينصره، فقتل أنس معه، يعني مع الحسين بن علي عليهما السلام...
وخرج الإمام أحمد في مسنده قال: حدثنا مؤمل قال: حدثنا عمارة بن زاذان، حدثنا ثابت، عن أنس، أن ملك المطر استأذن أن يأتي النبي (ص) فأذن له، فقال لأم سلمة: إملكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد قال: وجاء الحسين ليدخل فمنعته فوثب فدخل، فجعل يقعد على ظهر النبي (ص) وعلى منكبيه وعلى عاتقه قال: فقال الملك للنبي (ص): أتحبه؟ قال: نعم. قال: أما إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه، فضرب