يقال لها كربلاء، فمن شهد منكم ذلك فلينصره). البداية والنهاية 8: 201، عن البغوي، وانظر أسد الغابة والإصابة في ترجمة أنس بن الحارث، وتهذيب تاريخ دمشق 4 / 328، 341). إن مستشرقا ألمانيا لا يشده إلى يزيد هوى، ولم تحركه لنصرة الدين عقيدة، كان أقدر من ابن تيمية على تفسير نهضة الحسين، كان ذاك (ماربين الألماني) حيث يقول: إن حركة الحسين في خروجه على يزيد كانت عزمة قلب كبير عز عليه الإذعان وعز عليه النصر العاجل، فخرج بأهله وذويه ذلك الخروج الذي يبلغ به النصر الآجل بعد موته، ويحيي به قضية مخذولة ليس لها بغير ذلك حياة). أبو الشهداء للعقاد 118، عن ماربين في كتابه السياسة الإسلامية. لكن هذا النصر الآجل سماه ابن تيمية فتنا!!
هذا كل ما أبداه ابن تيمية من تفاعل مع مصرع الحسين عليه السلام وأهل بيته، ذلك المصرع الذي أبكى رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته! وحزن له جبريل عليه السلام!
روى أحمد في مسنده أن عليا مر بكربلاء في طريقه إلى صفين، فنادى: إصبر أبا عبد الله بشط الفرات! (وأبو عبد الله هو الحسين عليه السلام) قيل له: ما ذاك؟ فقال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وعيناه تفيضان فقلت: ما أبكاك يا رسول الله؟ فقال: بلى، قام من عندي جبريل قبل قليل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، وقال لي: هل لك أن أشمك من تربته؟ قال: فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا). مسند أحمد 1 / 85، سير أعلام النبلاء 3 / 288، البداية والنهاية 8 / 201، مجمع الزوائد 9 / 187، وقال: أخرجه البزاز ورجاله ثقات.
وعن ابن عباس قال يوم مصرع الحسين: رأيت رسول الله في المنام نصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم. فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله،