وفوق كل ذلك جاء في الحسين حديثا لم يأت حتى في أخيه الحسن عليه السلام، لا تفضيلا للحسين على الحسن عليهما السلام، ولكن لما كان يعلمه النبي صلى الله عليه وآله من موقف الحسين عليه السلام، الذي ستقف بوجهه دولة كاملة بكل ما فيها، ومما فيها محدثوها ومؤرخوها ومفتوها، فقال فيه قولا يهدي من آمن بالله ورسوله إلى أن صنع الحسين هو من هدي رسول الله ومن جنس صنعه، فقال: (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط). أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 8: 415 / 3536، والترمذي 5: 658 / 3775، وابن ماجة 1: 51 / 144، وأحمد في المسند 4: 4 / 172، والبغوي في مصابيح السنة 4: 195 / 4833، والحاكم في المستدرك 3: 177).
فزيادة على الحب ينص النبي صلى الله عليه وآله على مزيد من الاختصاص إلى حد الاتحاد في الرضا والغضب والحب والبغض والموالاة والبراءة، مع الاتفاق في المواقف كلها: (حسين مني وأنا من حسين) (حسين سبط من الأسباط)! فأين غاب هذا وغيره عمن يريد أن يرسم منهاج السنة النبوية بعيدا عن الهوى والعصبية؟!!
أليس ابنتيمية هو القائل: (لكن أهل الأهواء لا يقبلون إلا ما يظنون أنه يوافق أهواءهم).
ولماذا غاب عن ابن تيمية حديث الصحابي أنس بن الحارث الذي استشهد مع الحسين عليه السلام، وقد رواه كل من ترجم لهذا الصحابي! كما رواه البغوي الذي قال فيه ابن يتيمة، إنه من أعلم وأصدق من كتب مقتل الحسين لأنه يسند ما ينقله عن الثقات!! رأس الحسين 206 قال الصحابي أنس بن الحارث: سمعت رسول الله يقول: (إن أبني هذا يعني الحسين يقتل بأرض