فكر ثاقب!! واستنتاج رائع، له بريق أعشى عيون أقوام لا يفقهون أن يقولوا له كلمة واحدة! لا يفقهون أن يقولوا له: ترى كيف كان قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحسين؟! أكان جافيا له ساخطا عليه؟!
جمع النبي صلى الله عليه وآله مرة بين الحسن وأسامة فحفظها ابن تيمية، وجمع صلى الله عليه وآله بين الحسن والحسين عليهما السلام سبع سنين، فلم يحفظ منها ابن تيمية مرة واحدة!! وهل فرق النبي بين الحسن والحسين في حب وحباء وتكريم ومنزلة؟!! فكم مرة يلقاه أصحابه وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى إذا اجتمع الصحابة عنده قال: (هما ريحانتاي من الدنيا). صحيح البخاري - كتاب فضائل الصحابة - باب رحمة الوالدين - سنن الترمذي: 5 - 3770).
وقال: (هذان ابناي، وابنا بنتي، اللهم إني أحبهما، فأحبهما، وأحب من يحبهما). وهذا الحديث أخرجه الترمذي عن أسامة بن زيد نفسه: 5 - 3769. وقال: (اللهم إني أحبهما فأحبهما). سنن الترمذي: 5 - 3782. وقال: (من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني). (مسند أحمد 2. سنن البيهقي 4 - 28، المستدرك 3 - 171).
وهذا وكثير غيره كله في الصحاح، وما أشهر قوله صلى الله عليه وآله وسلم فيهما: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة). فلم لم تدل هذه الأحاديث الصحيحة على رضا النبي صلى الله عليه وآله بما صنع الحسين عليه السلام؟!! وهل يشك أحد في منزلة الحسين عن النبي صلى الله عليه وآله؟! ألم يكن الحسين من الأربعة الذين جمعهم النبي تحت الكساء وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)؟!!
ألم يكن واحدا ممن أمر النبي بالتمسك بهم حين قال: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي)؟!!