يفعلون فأخذت بثياب عمتها زينب، فقالت زينب: كذبت والله! ما ذلك لك ولا له! فغضب يزيد لذلك وقال: كذبت إن ذلك لي لو شئت لفعلته! قالت: كلا والله ما جعل الله عز وجل ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا أو تدين بغير ديننا. ثم بعث بهم إلى المدينة).
ثم قال ابن الجوزي: هكذا قال محمد بن سعد. (الرد على المتعصب العنيد 49 - 50)، وهو في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من الطبقات لابن سعد (مجلة تراثنا ع 10 - 19).
هذا هو قول محمد بن سعد، وهو قول ابن أبي الدنيا وغيره، وقول سائر المؤرخين، لم يكتمه منهم أحد، ولا جادل فيه أحد!! فأين رأيت الكذب الذي يفضح صاحبه؟!
قال ابن حبان في كتاب (الثقات): أنفذ عبيد الله بن زياد رأس الحسين بن علي إلى الشام مع أسارى النساء والصبيان من أهل بيت رسول الله على أقتاب مكشفات الوجوه والشعور، وأدخلوا دمشق كذلك، فلما وضع الرأس بين يدي يزيد بن معاوية جعل ينقر ثنيته بقضيب كان في يده، ويقول: ما أحسن ثناياه! (الثقات لابن حبان 2 / 312 - 313).
وذكر خلاله قصة راهب رأى ذلك الموكب فسأل الجند عن الرأس فلما أجابوه بأنه رأس الحسين قال: (بئس القوم أنتم! والله لو كان لعيسى ولد لأدخلناه أحداقنا!).
وإليك هذه الفقرة الواحدة من كتاب عبد الله بن عباس الذي أجاب فيه يزيدا، فقال: (ألا ومن أعجب العجائب، وما عشت أراك الدهر العجب، حملك بنات عبد المطلب وغلمة صغار من ولده إليك بالشام كالسبي المجلوب تري الناس أنك قهرتنا). (تاريخ اليعقوبي 2 / 250)!.