في الأخبار الموثقة ليضفي عليها لونا من السخرية، فيخدع بذلك أعدادا من البسطاء المقلدين.
(يعمل) هذا وهو يعلم بالحقيقة التي اتفق المؤرخون على نقلها!!
قال محمد بن سعد صاحب (الطبقات) وابن أبي الدنيا بعد ذكر مقتل الحسين عليه السلام وانتهابهم ثيابه وسيفه وعمامته، قالا ما نصه:
(وأخذ آخر ملحفة فاطمة بنت الحسين، وأخذ آخر حليها! وبعث عمر بن سعد برأس الحسين إلى عبيد الله بن زياد، وحمل النساء والصبيان، فلما مروا بالقتلى صاحت زينب بنت علي: يا محمداه! هذا حسين بالعراء، مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء... يا محمداه! وبناتك سبايا، وذريتك قتلى تسفي عليها الصبا!! قال: فما بقي صديق ولا عدو إلا بكى). اللهم إلا ابن تيمية!! (الرد على المتعصب العنيد - 40).
ثم واصل ابن الجوزي نقله عن محمد بن سعد، قال: (ثم دعا ابن زياد زجر بن قيس فبعث معه برأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى يزيد. وجاء رسول من قبل يزيد فأمر عبيد الله بن زياد أن يرسل إليه بثقل الحسين ومن بقي من أهله. قال: ثم دعا يزيد بعلي بن الحسين والصبيان والنساء وقد أوثقوا بالحبال!! فأدخلوا عليه، فقال علي بن الحسين: يا يزيد، ما ظنك برسول الله صلى الله عليه وآله لو رآنا مقرنين بالحبال، أما كان يرق لنا؟! فقال يزيد: يا علي، أبوك الذي قطع رحمي ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما رأيت! ودعا بالنساء والصبيان فأجلسوا بين يديه، فقام رجل من أهل الشام فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه، يعني فاطمة بنت الحسين (في المصدر بنت علي والصواب ما أثبتناه) وكانت وضيئة، فأرعدت وظنت أنهم