الأول: حبه لشخص معين فيحب أن يبقي ذكره بتسمية ابنه به، كما في تسمية الإنسان ابنه باسم أبيه أو أي عزيز آخر عليه. ومن هذا القبيل تسمية كثير من الشيعة أولادهم باسم محمد أو علي أو مرتضى أو حسين... الخ.
الثاني: علاقته بذلك الاسم بغض النظر عمن تسمى به ولو كان عدوا، فمثلا يسمي ابنه بأنور لا حبا في السادات ويسمي ابنته جيهان لا حبا في زوجة السادات، بل لميله إلى هذا الاسم. ومن هذا القبيل تسمية كثير من الشيعة أولادهم باسم خالد أو سعد، مع أن موقفهم من خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص معروف.
وبالتالي فلا تعني التسمية باسم معين حب ذلك الشخص بالضرورة، لأن الأمر دائر بين احتمالين، وهما أن التسمية كانت من أجل حب الشخص المتسمى به أو أنها كانت لحب الاسم، ولا يوجد دليل على أي من الأمرين حتى نلزم بالقول أن التسمية كانت للحب، والترجيح بلا مرجح قبيح كما يقولون في علم الكلام.. فمن أين للمدعي أن يثبت أن أمير المؤمنين (ع) سمى ولده أبا بكر حبا لأبي بكر، وسمى ابنه عمر حبا لعمر، وسمى ابنه عثمان حبا لعثمان؟ وأتحدى أن يأتي هذا الناصبي بنص واحد على هذا؟
ثم إن هذا الناصبي أراد أن يستنتج أن أمير المؤمنين سمى أولاده بأبي بكر وعمر وعثمان تيمنا بأسماء الخلفاء الثلاثة، ولبيان محبته لهم وإمضاء لشرعية خلافتهم، ولكنه لم يثبت أولا أن تسمية أولاده كانت بهذا الترتيب كما زعمه، فالمعروف أن عثمان بن علي الشهيد بكربلاء هو من ولد فاطمة بنت حزام الكلابية المعروفة بأم البنين، وهو أخ قمر بني هاشم أبي الفضل العباس عليه السلام، وأبو بكر الشهيد بكربلاء هو من ولد ليلى بنت مسعود