الدارمية، وقد أكد الشيخ المفيد في الإرشاد أن أبا بكر هي كنيته لا اسمه، أما اسمه فهو محمد الأصغر.
أما عمر بن علي فأمه أم حبيبة بنت ربيعة. (الإرشاد ص 186) فلا يوجد أي دليل على أن التسمية كانت بالترتيب ليوافق ترتيب الخلفاء، لو قبلنا أن اسم محمد الأصغر بن أمير المؤمنين (ع) هو أبو بكر، لا أن هذا كنيته.
ثم أن أبا الفرج الإصفهاني ص 55 نقل في مقاتل الطالبيين: أن أمير المؤمنين (ع) قال في ابنه عثمان: (إنما سميته باسم أخي عثمان بن مظعون). فهنا تصريح أن التسمية لم تكن لأجل عثمان بن عفان.
فهل يوجد دليل على أن تسمية أمير المؤمنين (ع) أبناءه باسم أبي بكر وعمر كان لتعظيم شأن أبي بكر وعمر، مع أن التاريخ ينقل وجود أفراد كانوا بنفس أسمائهما؟ فقد نقل ابن الأثير في أسد الغابة أن هناك ثلاثة وعشرين صحابيا باسم عمر سوى عمر بن الخطاب، ومنهم عمر بن أبي سلمة القرشي، وقد ذكر ابن الأثير في ترجمته: ربيب رسول الله لأن أمه أم سلمة زوج النبي.. وشهد مع علي (ع) الجمل، واستعمله على البحرين، وعلى فارس. فلماذا لا يكون هو المقصود مثلا إذا كنتم مصرين على ضرورة الأخذ بالأمر الأول في التسمية (أي ضرورة وجود علاقة ومحبة لصاحب الاسم)؟ هل هناك دليل على أن عمر بن الخطاب، هو المقصود؟
أما التسمية بأبي بكر فأولا: لم يعلم أن أبا بكر هو اسمه، قال ابن الأثير بعد أن عنونه باسم عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق: وقد اختلف في اسمه فقيل: كان عبد الكعبة، فسماه رسول الله (ص) عبد الله. وقيل: إن أهله سموه عبد الله. ويقال له عتيق أيضا. وهذا ما اعترف به الناصبي.