كما أن ابن الأثير نقل في باب الكنى عن الحافظ أبي مسعود أن هناك صحابيا آخر اسمه أبو بكر. وذكر الشيخ المفيد في الإرشاد ص 194: أن أحد أولاد الإمام الحسن عليه السلام كان اسمه عمرو، فهل سماه تيمنا باسم عمرو بن ود، أم عمرو بن هشام أبي جهل لعنهما الله؟
أما لماذا لا تسمي الشيعة بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان، فالجواب هو أن كثيرا من الشيعة سموا بهذه الأسماء اقتداء بأمير المؤمنين، لا بعمر بن الخطاب وأبي بكر وعثمان بن عفان.. ومن جملة أصحاب الأئمة الثقات: أبو بكر الحضرمي، وعمر بن أذينة، وعمر بن أبي شعبة الحلبي، وعمر بن أبي زياد، وعمر بن أبان الكلبي، وعمر بن يزيد بياع السابري، وعثمان بن سعيد العمري. بل إن في الثقات من أصحاب الأئمة من كان اسمه معاوية ويزيد مثل: معاوية بن عمار، ومعاوية بن وهب، ويزيد بن سليط! ولم نسمع أن الأئمة نهوا عن التسمية بتلك الأسماء. نعم ورد النهي على نحو الكراهة عن التسمية بخالد وحارث ومالك وحكيم والحكم وضريس وحرب وظالم وضرار ومرة، واستحباب التسمية بما فيه عبودية الله مثل: عبد الله وعبد الرحمن، والتسمية بأسماء الأنبياء وبالخصوص اسم نبينا محمد (ص) وأسماء الأئمة، وخصوصا اسم علي (ع)، والتسمية باسم أحمد وطالب وحمزة وفاطمة.
وقد يقال: إذن لماذا لا تسمون الآن أبناءكم باسم أبي بكر وعمر؟
فالجواب: هو أن بعض الشيعة يسمون أولادهم بذلك، كما أن النص الوارد هو استحباب التسمية باسم النبي والأئمة والأنبياء، والاسم الذي فيه العبودية لله، وهذا ما نراه بوضوح في أسماء أغلب الشيعة اليوم.