وعملا ثم بايع تحت التهديد، وساعد الحكومة القرشية في حروب الردة والفتوحات.. وهذه السياسة تفسر ليونته مع أبي بكر وعمر وعثمان، ولذا لا مانع أن يسمي بعض أولاده بأسمائهم، خاصة إذا طلب عمر منه أن يترك له تسمية ولده، ويسميه باسمه! كما روى ابن عساكر في تاريخ دمشق: 45 / 304: (قلت لعيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب: كيف سمى جدك علي عمر؟ فقال: سألت أبي عن ذلك، فأخبرني عن أبيه عن عمر بن علي بن أبي طالب قال: ولدت لأبي بعدما استخلف عمر بن الخطاب، فقال له ولد لي الليلة غلام. فقال هبه لي. فقلت هو لك. قال قد سميته عمر ونحلته غلامي مورق. قال فله الآن ولد كبير. قال الزبير فلقيت عيسى بن عبد الله فسألته فخبرني بمثل ما قال محمد بن سلام). انتهى.
ومثل هذا الأمر كثير في التاريخ والحاضر، فترى المخالفين لحاكم أو أمير أو ملك يسمون أولادهم بأسمائهم لأغراض متعددة.. منها دفع شرهم. ويظهر أن حالة التعصب لأبي بكر وعمر وعثمان، واضطهاد الشيعة والحساسية منهم بسبب تسمياتهم بأسماء علي وأهل البيت عليهم السلام.. استمرت طوال الحكم الأموي وحتى في الحكم العباسي.. ففي الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي ص 214: (187 / 16 - عن أحمد بن عمر، قال: خرجت إلى الرضا صلوات الله عليه وامرأتي بها حبل فقلت له: إني خلفت أهلي وهي حامل، فادع الله أن يجعله ذكرا. فقال لي: وهو ذكر، فسمه عمر. فقلت: نويت أن أسميه عليا وأمرت الأهل به، قال: سمه عمر. فوردت الكوفة وقد ولد لي ابن وسمي عليا، فسميته عمر، فقال لي جيراني: لا نصدق بعدها بشئ مما كان يحكى عنك! فعلمت أنه كان أنظر لي من نفسي)!!