تريد بذلك؟ فإن كان الذي أظنه فالله حسيبه، وإن كان غيره فما أحب أن يؤخذ بي برئ. فلم يلبث بعد ذلك إلا ثلاثا حتى توفي رضي الله عنه. وذكر أن امرأته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي سقته السم، وقد كان معاوية دس إليها أنك إن احتلت في قتل الحسن وجهت إليك بمائة ألف درهم وزوجتك يزيد. فكان ذلك الذي بعثها على سمه، فلما مات الحسن وفى لها معاوية بالمال وأرسل إليها: إنا نحب حياة يزيد، ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه. وذكر أن الحسن قال عند موته: لقد حاقت شربته وبلغ أمنيته، والله ما وفى بما وعد، ولا صدق فيما قال. وفي فعل جعدة يقول النجاشي الشاعر وكان من شيعة علي في شعر طويل:
جعدة بكيه ولا تسأمي بعد بكاء المعول الثاكل (في تاريخ ابن كثير: بكاء حق ليس بالباطل) لم يسبل الستر على مثله في الأرض من حاف ومن ناعل كان إذا شبت له ناره يرفعها بالسند الغاتل (في تاريخ ابن كثير: يرفعها بالنسب الماثل) كيما يراها بائس مرمل وفرد قوم ليس بالآهل يغلي بنئ اللحم حتى إذا أنضج لم يغل على آكل أعني الذي أسلمنا هلكه للزمن المستخرج الماحل (مروج الذهب 2: 50).
* وقال أبو الفرج الأصبهاني: (كان الحسن شرط على معاوية في شروط الصلح: أن لا يعهد إلى أحد بالخلافة بعده، وأن تكون الخلافة له من بعده، وأراد معاوية البيعة لابنه يزيد، فلم يكن شئ أثقل عليه من أمر الحسن بن