وأبو حاتم ودحيم ويعقوب بن سفيان: ليس بشئ... وكان مروان يقول: عمرو بن واقد: كذاب... وقال النسائي والدارقطني والبرقاني: متروك الحديث... وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد، ويروي المناكير عن المشاهير واستحق الترك... اه.
فهل طرق مثل هذا الكذاب مما تقوي الحديث عندك أيها المتناقض؟! فعليك أن تنقل هذا الحديث إن كنت تعي إلى الموضوعة! ولذلك أورد الحديث الحافظ ابن الجوزي رحمه الله في العلل المتناهية (1 / 275)، وأزيد بأنه موضوع.
وأما حديث: اللهم علم معاوية الكتاب وقه العذاب. فلا يصح حتى يلج الجمل في سم الخياط. وهذا الدعاء: اللهم علمه الكتاب هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس كما في البخاري، في مواضع منها: (الفتح 1 / 169) فقلبه النواصب لمعاوية، ومعاوية لا يؤثر أنه كان عالما بالكتاب البتة، وإنما العالم بالكتاب هو ابن عباس، كما امتلأت كتب التفسير من أقواله في فهم الكتاب. وهذا الحديث المقلوب الموضوع: اللهم علم معاوية الكتاب، وقه العذاب، رواه أحمد في المسند: 4 / 127. والطبراني: 18 / 252. وابن عدي في الكامل في الضعفاء: 6 / 2402.
قلت: وفي سنده: الحارث بن زياد وهو شامي ناصبي لا تقبل روايته لمثل هذا الحديث الذي يؤيد بدعته، ولم يرو عنه إلا يونس بن سيف الكلاعي، قال الحافظ في ترجمته في التهذيب: 2 / 123: قال الذهبي في الميزان: 1 / 433: مجهول، وشرطه أن لا يطلق هذه اللفظة إلا إذا كان أبو حاتم الرازي قالها. ثم قال: نعم قال أبو عمرو بن عبد البر فيه مجهول: وحديثه منكر.