ومضطرب لا تقوم به حجة، لا سيما وإسحاق بن راهويه يقول: لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية شئ.
قلت: سعيد بن عبد العزيز اختلط كما قال أبو مسهر الراوي عنه في هذا الحديث، وكذا قال أبو داود ويحيى بن معين كذا في التهذيب: 4 / 54 للحافظ ابن حجر. وكذا عبد الرحمن ابن أبي عميرة، لم يسمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم كما في علل الحديث، حافظ ابن أبي حاتم: 2 / 362) نقلا عن أبيه الحافظ أبي حاتم الرازي. فهذا حديث معلول بنص الحافظ السلفي أبي حاتم.
قلت: ولو ثبت لابن أبي عميرة صحبة فهذا الحديث بالذات نص أهل الشأن على أنه لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، كما في علل الحديث لابن أبي حاتم. وقد نص ابن عبد البر أن عبد الرحمن هذا: لا تصح صحبته، ولا يثبت إسناد حديثه، كما في تهذيب التهذيب 6 / 220. دار الفكر.
وأما قول الترمذي فيه حسن غريب، فقد قدمنا أن الحافظ ابن حجر قال في النكت على ابن الصلاح: إن الترمذي يعني بالحسن الغريب: الضعيف. قلت: ومن الغريب العجيب أن محدث الصحف والأوراق! المتناقض (يقصد الألباني) ادعى في صحيحته: 4 / 615 - 618، أن هذا الحديث صحيح، لأن سعيد بن عبد العزيز متابع فيه! ولم يصدق، فقد أورده من أربعة طرق كلها فيها سعيد بن عبد العزيز، فهي لا تغني ولا تسمن من جوع، لأنها عادت طريقا واحدا لا غير، تنصب فيها العلل التي قدمناها!
ثم زاد في نغمة طنبوره فقال ذاك المتناقض! بعد أن ذكر طريقا أخرى يرويها عمرو بن واقد! قال: أبو مسهر كان يكذب... وقال البخاري