وهل يصح الإجتهاد مع ورود نصوص كثيرة متواترة وصحيحة منها قوله صلى الله عليه وسلم في حق سيدنا علي رضي الله عنه: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟! قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء: 8 / 335 عن هذا الحديث: متواتر.
وفي صحيح مسلم (برقم 78 في الايمان) عن سيدنا علي رضي الله عنه قال: إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي: إنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق.
قلت: فما حكم هذا الذي يأمر بسب ولعن مولى المؤمنين بشهادة رسول رب العالمين على المنابر؟!!
وما حكم من يمتحن رعيته بلعن سيدنا علي رضي الله عنه والتبري منه وقتل من لم يسبه ويلعنه؟!!
ومن الغريب المضحك حقا بعد هذا أن تجد ابن كثير يقول في باب عقده في تاريخه: 8 / 20، في فضل معاوية ما نصه: (هو معاوية بن أبي سفيان. خال المؤمنين، وكاتب وحي رب العالمين أسلم هو وأبوه وأمه هند... يوم الفتح " انتهى. ثم قال بعد ذلك: والمقصود أن معاوية كان يكتب الوحي لرسول صلى الله عليه وسلم مع غيره من كتاب الوحي... انتهى.
قلت: كلا والله الذي لا إله إلا هو، لم يصح كلامك يا ابن كثير ولا ما اعتمدته وزعمته!! فأما قولك: (خال المؤمنين) فليس بصحيح البتة، وذلك لأنه لم يرد ذلك في سنة صحيحة أو أثر، وعلى قولك هذا في الخؤولة يكون حيي بن أخطب اليهودي جد المؤمنين! لأنه والد السيدة صفية زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وليس كذلك.