الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٦٢
فأجبته أنت قائلا: توسل به إلى الله، واستشفع به، وتوجه به، وتجوه به، وسأله به، واستغاث به، وأقسم عليه به.. كلها بمعنى واحد، أي توسط به إلى الله تعالى. ومعنى توسلنا واستشفاعنا بالرسول صلى الله عليه وآله أننا نقول: اللهم إن كنت أنا غير مرضي عندك ولا تسمع دعائي بسبب ذنوبي، فإني أسألك بحرمة عبدك ورسولك محمد، الذي له هو نبيي ومبلغي أحكامك، وخير خلقك، وصاحب المقام الأول عندك.. أن تقبل دعائي وتستجيبه) فأقول لك يا عاملي: هل أنت توافق المشركين الذين حاربهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم قالوا: (وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)؟؟؟
بالطبع ستقول لا. طيب:
السؤال 1: هل ممكن أن تشرح لي ما معنى عبادتهم لهم وكيف كانوا يعبدونهم لكي نحذر مما كفرهم الله به؟
السؤال 2: إن قلت لي إنكم تتوسطون بأهل القبور ليقربوكم إلى الله زلفى لأن لهم جاها وأنتم لكم ذنوب لا يستجيب الله دعائكم. قلت لك وكذلك المشركون، كانوا يفعلون مع القبور تماما كما قلت بنص هذه الآية لأنهم يعتقدون أن اللات والعزى ومناة صالحون وهم قد ماتوا فهم يأتون قبورهم أو آثارهم المجسمة كأصنامهم ليتوسطوا لهم عند الله بنص هذه الآية.
وإن قلت لي ثبت عندنا أن صلاح الرسول صلى الله عليه وسلم ثابت لا ينكر أما اللات والعزى وو فلم يثبت عنكم صلاحهم. فأقول لك: ولكن الله عز وجل سمى الفعل هذا عبادة لهم وشركا ولم يشترط الله صلاح الذين يعبدونهم ليقربوهم إلى الله زلفى كما أنكر الله عبادة الملائكة في القرآن مثلا رغم صلاحهم. فإن قلت لي: هم كفروا لأنهم كانوا يعبدون اللات والعزى
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست