الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٥٩
أما قولك: إنك قرأت كتب ابن تيمية حول موضوعنا، فأشكرك على شجاعتك ونقلك لما يخالف كلامك، وكنت أتمنى منك لو قلت: وقد أخطأت، أو وقد تبين بطلان كلامي، فكل منصف سيرى هذا الخطأ الذي وقعت فيه ونسبته لشيخ الإسلام.
قولك: (ولعله يقصد أنه عرضوا عليه أن يتوب ويسلم). لا داعي له، فما وقع الاختلاف بيننا إلا بمثل هذه (اللعلات) التي لا تستند إلى دليل، اللهم إلا البحث عن العيوب، وتسقط العثرات.
أخيرا قولك فيما نقلته عن الشيخ: (... أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها اللهم فشفعه في. فهذا التوسل به حسن. وأما دعاؤه والاستغاثة به فحرام، والفرق بين هذين متفق عليه بين المسلمين).
ثم قلت: (وأنت تلاحظ أنه عبر هنا بالتوسل به، وليس بدعائه) أقول لك: إرجع إلى تقسيم التوسل الذي ذكرته لك آنفا، وستعرف المقصود بكلام الشيخ رحمه الله فلا حجة لك عليه، وكيف تفسر الكلام بهواك بلا دليل؟
وقولك: (كما أنه لم يخصصه بحال حياته، بل ذكر ذلك من حقوقه والاعتقاد به فعلا!!) من أين لك هذا الاستنباط؟!! فلو كان هذا فهم السلف، لما لجؤوا إلى عم النبي العباس رضي الله عنه في الاستسقاء. وإلا فقلي (كذا) بربك ما تفسير توسلهم بدعاء عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يلجؤوا إلى قبره؟!!!
أرجو أن أجد جوابا شافيا مختصرا على جميع أسئلتي. ولك تحيات الصارم.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست