الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٤٣٧
الإشكال الأول، من تمييز الصحابة المصلى عليهم، بالقول مثلا عند ذكر النبي: صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه المؤمنين، أو المرضيين، أو ما شابه ذلك من تقييد يخرج أعداء الله ورسوله من الصلاة عليهم!
بل إن المشكلة الفقهية نفسها ترد عند السنيين في آل الرسول صلى الله عليه وآله، لأنهم يعممونهم إلى كل ذريته وذرية بني هاشم والمطلب.. إلى يوم القيامة.. وفي هؤلاء أشخاص ثبت أنهم أعداء لله ورسوله (ص) بفتواهم وفتوانا، وفيهم اليوم نصارى وملحدون، وفيهم قتلة وأشرار!! فكيف يجوز للمسلم أن يصلي على الكفار والفجار ويقرنهم بسيد المرسلين (ص)؟!
فلا بد لهم أيضا أن يقيدوا صلاتهم عليهم في الصلاة وغيرها بمن آمن وصلح منهم..
أما حسب مذهبنا فلا مشكلة.. لأن آله عندنا هم المطهرون الذين حددهم هو (ص) دون غيرهم، وهم أربعة فقط: علي وفاطمة والحسن والحسين، وتسعة من ذرية الحسين، صلى الله علي رسوله وعليهم.
ولعل الشيعة الزيديين لا مشكلة عندهم أيضا، لأنهم مع تعميمهم الآل لكل ذريته (ص) لكنهم يشترطون فيهم شروطا..
والحاصل: أن إشكال الصديق الغماري إشكال فقهي وعقائدي وارد على الشيخ الألباني وأمثاله، ولا يكفي للخروج منه الاستشهاد بفعل أحد من السلف، أو بأن أخ الغماري أبدع في الدين وقال (سيدنا رسول الله) فيجوز لنا أن نبدع ونقول: صلى الله عليه وآله وصحبه!
بل لا بد للمحدث الألباني أن يأتي بنص صحيح عنده، واضح الدلالة على جواز إضافة الصحابة إلى الصلاة عليه (ص).
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»
الفهرست