الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٣٦٣
أعماله وأحواله فيحصل لهم التأسي المشار إليه بقوله عز وجل (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
2 - قال إمام القراء الحافظ شمس الدين الجزري في كتابه (عرف التعريف بالمولد الشريف): رؤي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له ما حالك؟ فقال في النار.. إلا أنه قد خفف عني كل يوم اثنين، فأمص من بين إصبعي هاتين ماء بقدر هذا وأشار برأس إصبعيه، وإن ذلك بإعتاقي ثوبة جاريتي عندما بشرني بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وبإرضاعها له رواه الإمام البخاري في صحيحه معلقا.
(قلت: بل هو موصول بالإسناد الذي قبله كما قال الحافظ ابن حجر) فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في هذا بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعنى بنشر مولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته صلى الله عليه وسلم إننا لا نشك في أن الرجاء في الله أن يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم.
وقال الحافظ شمس الدين بن ناصر الدمشقي في كتابه (مورد الصادي في مولد الهادي): وقد صح أن أبا لهب قد خفف عنه عذاب النار في يوم الاثنين بإعتاقه ثويبة سرورا بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ثم أنشد:
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه * بتبت يداه في الجحيم مخلدا أتى أنه في يوم الاثنين دائما * يخفف عنه للسرور بأحمدا فما الظن بالعبد الذي كان عمره * بأحمد مسرورا ومات موحدا
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»
الفهرست