كان لإبليس أي مبرر للاعتراض حيث السجود لا يكون لآدم بذاته، وقد أكد القرآن الكريم خلاف ذلك بقول إبليس:: (أأسجد لمن خلقت طينا) ففهم إبليس من الأمر الإلهي السجود لنفس آدم (ع).
لذلك اعترض بقوله أنا خير منه أي أفضل فكيف يسجد الأفضل للمفضول عليه وإذا كان المقصود من السجود هو اتخاذ آدم قبلة فلا يلزم من ذلك أن تكن القبلة أفضل من الساجد، فبذلك لا يكون لآدم (ع) حظ من الفضل وهذا خلاف ظاهر الآية. والذي يؤكد ذلك قول إبليس: (أأسجد لمن خلقت طينا).
وإما أن يكون السجود هذا من أجلى مصاديق العبادة وتكون الملائكة الساجدة مشركة ولكنه شرك أذن الله به وأجازه، وهذا ما لا يقول به مسلم عاقل، وهو مردود بقوله تعالى: (قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون). فلو كان السجود عبادة وشركا لما كان الله سبحانه وتعالى يأمر به.
وبهذا لا يمكن أن نسمي ذلك المسلم الموحد الذي يخضع ويتذلل أمام قبر الرسول صلى الله عليه وآله مشركا عابدا للقبر، لأن الخضوع لا يعني العبادة ولو أن مثل هذا العمل عبادة للقبر لكان عمل المسلمين في الحج من الطواف حول البيت الحرام والسعي بين الصفا والمروة وتقبيل الحجر الأسود أيضا عبادة لأن هذه الأعمال من حيث الشكل والظاهر لا تختلف عن الطواف بقبر رسوله صلى الله عليه وآله أو تقبيله أو التمسح به، ورغم ذلك نجد الله سبحانه وتعالى يقول: