الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٣١٣
الجواب:
دعاء الرسول، صلى الله عليه وسلم، من دون الله شرك بالله سواء عند قبره أو بعيدا عنه لأن الدعاء عبادة خاصة لله قال تعالى (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ويضرك) وقال صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله). ومن أراد شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيعمل بسنته ويسأل الله أن يشفعه فيه يوم القيامة فهذا شأن المحب للرسول، صلى الله عليه وسلم قال تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).
* وكتب (عمار) بتاريخ 14 - 8 - 1999، العاشرة والنصف ليلا:
كثيرا ما نقرأ ونسمع الوهابية تطعن بمن يزور قبر الرسول صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام ويتهمونهم بعبادة تلك القبور، فهل يا ترى حقا هؤلاء الزوار يذهبون لعبدة تلك القبور ويتوجهون إليها مع الله تعالى ويشركون بالله؟ أم يعبدونها من دون الله تعالى ويكونوا كفارا؟ معاذ الله؟!
فقد أجمع المسلمون على وجوب اجتناب عبادة غير الله، وأن يفرد الله تعالى وحده بالعبادة، ولكن الخلاف هو في تحديد - مفهوم العبادة - وهو أهم شئ في هذا الباب، لأنه المكان الذي نزلت فيه أقدام الوهابية، فإذا قلنا أن التوحيد الخالص هو صرف العبادة لله تعالى، لا يكون له معنى إذا لم نحدد مفهوم العبودية، ونعرف حدودها وضوابطها، حتى يكون لنا معيار ثابت نرف به الموحد من المشرك، فمثلا الذي يتوسل، ويزور مقابر الأولياء ويعظمهم، هل يعد مشركا أم موحدا؟ وقبل الإجابة لا بد بنا من ضابط نكتشف به مصاديق العبادة في الواقع الخارجي.
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»
الفهرست