الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ١٥٠
هل الله سبحانه قد نسي ذكرها - تعالى الله - فجاء هؤلاء ليستدركوا ذلك على الله؟.. أم أن هؤلاء دعاة ضلالة وبدعة وانحراف عن السبيل؟
ثم هل الرسول صلى الله عليه وسلم أمر باتخاذ المساجد على القبور وإقامة الأضرحة حولها والصلاة عندها، وتعظيم الموتى بالتبرك بالمكث عند قبورهم والدعاء؟.. الجواب: لا، بل نهى عن ذلك وأمر بضده، وما يروجه دعاة القبور من أحاديث في هذا الباب تؤيد دعواهم فهي إما ضعيفة أو موضوعة أو أنها محرفة المعنى إن كانت صحيحة، من ذلك ما ذكروه من وجود قبور الأنبياء في المسجد الحرام. فأما عن قبر إسماعيل عليه السلام فقد جاء في تذكرة الموضوعات لمحمد بن طاهر بن علي الهندي الفتني قال: (باب: في بعض قبور الأنبياء والأولياء، في المختصر: (قبر إسماعيل في الحجر)، سنده ضعيف). وكذا قال الزرقاني في مختصر المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة.
- أما عن القبور التي في المسجد الحرام، فقد روى الأزرقي في أخبار مكة في: ذكر حج إبراهيم عليه السلام وإذانه بالحج، وحج الأنبياء، وطوافه وطواف الأنبياء.. قال: حدثني جدي قال: حدثنا يحي بن سليم عن ابن خيثم قال: سمعت عبد الرحمن بن سابط يقول: سمعت عبد الله بن ضمرة السلولي يقول: (ما بين الركن إلى المقام إلى زمزم قبر تسعة وتسعين نبيا، جاءوا حجاجا فقبروا هناك).
هذا الأثر ليس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فراويه تابعي، ومثل هذا الخبر لا يقال بالرأي، بل لا بد فيه من دليل صحيح من الكتاب والسنة، وإذا كان كذلك فلا يحتج به، فلا يحتج إلا بما ثبت عن رسول الله، وهذا
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست