الناس لدين تقتله الصراعات المذهبية المبنية على صلابة الرأي حتى وإن كان خطأ، الأمر الذي يؤدي إلى تعميم وجهة النظر الخاصة بشخص أو مجموعة أشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم بنظام كامل قائم على قوانين وتاريخ كما تحدث الأخ الفاطمي عن بعض الشبكات السلفية التي رفضت حواراته ونقاشاته وظن - من هذا المنطلق - أن السلفيون (كذا) وكأنهم المتحدثين (كذا) الرسميون للسنة، واعتبر أن رفض شبكة سنية سلفية تضم مجموعة من الأخوة لهم وجهة نظرهم هو رفض عام من السنة للشيعة وهذا خطأ عظيم كخطأ من يكفر الشيعة لمجرد مروق شيعي عن تعاليم الإسلام وأسس جماعة مارقة تعبد الحاكم بأمر الله أو كخطأ من يكفر السنة لمجرد مروق سني وادعائه أنه المهدي المنتظر! لقد صارت أغلب - وأقول أغلب وليس كل - الحوارات الإسلامية في معظم الشبكات السنية والشيعية أشبه بحوار الطرشان والصبيان، فمن غير المعقول أن يطرح أحدنا عرضا في غاية الحساسية لموضوع معين يراد مناقشته ثم نجد عابر سبيل ليست له أية دراية علمية منطقية موثقة ويرد على أحد المخلصين بقولة (اقفل الموضوع ده يا مشمش، أو إذا كنت فاكر نفسك فيلسوف فأنت فيلسوف الغبرة، وووووو...) أشياء يطلع عليها غير المسلمين ويناقشونا فيها بمنتهى التهكم والتشفي. للحوار العلمي أساليبه وأسسه ومنطلقاته كما قال الأخ أبو هاجر في إحدى مناقشاته.
فما الداعي أن نهدر الوقت والمجهود في الدفاع عن ذاتنا بعد أن أعيانا طرح قضايانا وهوجم في طرحها من هوجم، وسفه فيها من سفه، وآثر فيها التراجع من آثر، ليكن الحوار كما قال الأخ موسى العلي مبنيا على اختيار موضوع أو موضوعين إسلاميين حتى وإن كانا مذهبيين، لتتم فيها الحوارات