وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(الحسن والحسين ابناي، من أحبهما أحببته ومن أحببته أحب الله، ومن أحبه الله، أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغي عليهما ما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم وله عذاب مقيم).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيما أخرجه الطبراني: (ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم)؟
والذي نفسي بيده لا يدخل قبل امرئ الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني.
والسنة الشريفة والأسانيد الصحيحة في محبة آل البيت ومكانتهم ومنزلتهم لا تعد ولا تحصى - حتى أن أصحاب الكتب الصحاح أفردوا لها أبوابا كاملة وعنوانا لما بقولهم: (فضل آل البيت (أو) مناقب أهل البيت).
وقد ذخرت كتب التراث الإسلامي الأصيل بذكر أسمائهم ممن خلد الشرع ذكراهم، ودون التاريخ سيرتهم. وحفلت الشريعة بنصوص الترغيب في حب أهل البيت وحسن المعاملة معهم والمحافظة على مودتهم - كما أنهما جاءت مليئة بالنهي عن بغضهم وعدم مودتهم والتحذير من عداوتهم.
وحكمة الترغيب في حبهم، إيصال نتيجة لهم وهو النفع الدنيوي لهم ونية التقرب بذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم والعفو عن مسيئهم وليس أول على ذلك مما فعله أمام دار الهجرة الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه كما ثبت في قصته مع جعفر بن سليمان العباسي - عامل المدينة المنورة - على ساكنها أفضل الصلاة وأعظم التحية - أنه لما ضربه ونال منه قال:
(أشهدكم أني جعلت ضاربي في حل) ثم سئل عن ذلك فقال: خفت أن أموت وألقى النبي صلى الله عليه وسلم واستحى منه أن يدخل بعض آله النار بسببي.