علي عليه السلام - التي رووها بحق علي عليه السلام وأقروا بها كافية في إثبات الخلافة لعلي عليه السلام دون غيره. وأنه الخليفة الحق والجامع لجميع المواصفات الضرورية واللازمة لخلافة النبي ورسول الله صلى الله عليه وآله.
وذلك لأن هذه الأخبار التي تروي لنا اعترافات أبي بكر وعمر وعثمان وتصريحاتهم - سواءا كانوا أصحابا لرسول الله صلى الله عليه وآله أو خلفاء لأتباعهم - فإنها حجة قاطعة ودليل قوي وبرهان جلي يمكن لأي مسلم ومؤمن أن يستدل بها على معرفة الإمام الحق والخليفة الواقعي لرسول الله صلى الله عليه وآله يعني أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
وأضف على ما مر عليك - أيها الطالب للحق - إن هذه التصريحات والاعترافات التي وردت على لسان عمر بن الخطاب بما تتناسب وموضوع أفضلية الإمام علي عليه السلام وأولويته لأمر الخلافة كاشفة عن نقاط الضعف والحالة السلبية التي كانت موجودة في سائر أعضاء الشورى العمري.
ونذكر لك - أيها الخبير - نماذج من ذلك وندع الحكم والقضاء إليك:
روى العلامة ابن أبي الحديد: أن عمر قال لأصحاب الشورى - الذين عينهم هو بنفسه لانتخاب الخليفة من بعده -: روحوا إلي، فلما نظر إليهم: قد جاءني كل واحد منهم يهز عفريته، يرجو أن يكون الخليفة - ثم خاطبهم واحدا واحدا كاشفا عن سلبياتهم -.
فقال: أما أنت - يا طلحة -، أفلست القائل إن قبض النبي صلى الله عليه وآله أنكح أزواجه من بعده، فما جعل الله محمدا صلى الله عليه وآله أحق ببنات أعمامنا منا، فأنزل الله تعالى فيك:
﴿وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا...﴾ (1).