الإمام على (ع) فى آراء الخلفاء - الشيخ مهدي فقيه إيماني - الصفحة ١١٢
لاحظ - أيها الخبير - أن قول عمر: إنه كما ذكرت يعني أن عليا حائز على جميع المواصفات التي تقدمه على الآخرين وتبين أولويته عليهم في مسألة الخلافة. وعمر بقوله هذا يعترف ويقر لعلي عليه السلام بذلك.
وأما قوله: " كثير الدعابة " هذه فرية ألصقها عمر بعلي عليه السلام ولا أصل لها ولا أساس، وهي في الوقت نفسه لم تكن مانعة للخلافة فترى أن عمر بفريته هذه ينوه عن الصد عن استخلاف الإمام علي عليه السلام.
ولو سلمنا بأنه عليه السلام كثير الدعابة فهل هذه الصفة - فرضا - تكون سببا عن تصديه الخلافة؟ (1).
هذا سؤال بحاجة إلى جواب من عمر وأتباعه.

(1) أقول: فرية عمر واتهامه الإمام علي عليه السلام بأنه كان كثير الدعابة ثارت ذريعة في أيدي أتباعه الطلقاء وأبنائهم أولئك الذين لعنوا على لسان النبي صلى الله عليه وآله أمثال عمر وبن العاص.
وقد رد عليه الإمام في خطبة بليغة ذكر فيها إن هذه الصفة وغيرها تنطبق على ابن النابغة وغيره ممن يتهمون الإمام علي عليه السلام أكثر من انطباقها على علي عليه السلام.
ومن راجع التاريخ الصحيح الذي لم تمد إليه الأيدي الغاشمة والبواعث السياسية والاعتقادية، ويراجع أيضا فتوة الإمام علي، شجاعته، زهده، ورعه، علمه، حكمته، وسائر أوصافه النبيلة عرف أن تلك الفرية هي من مصاديق المثل السائر " كل يرى الناس بعين طبعه "، و " رمتني بدائها وانسلت ".
وإليك النص العلوي عليه السلام في رد زعم المفترين عليه بكثرة الدعابة: عجبا لابن النابغة - وأشباهه - يزعم لأهل الشام - والمسلمين - أن في دعابة، وإني امرؤ تلعابة أعافس وأمارس، - والله - لقد قال باطلا، ونطق آثما، أما وشر القول الكذب، وإنه ليقول فيكذب، ويعد فيخلف، ويسأل فيبخل، ويسأل فيلهف، ويخون العهد، ويقطع الآل، فإذا كان عند الحرب فأي زاجر وآمر هو ما لم تأخذ السيوف مأخذها، فإذا كان ذلك كان أكبر مكيدته أن يمنح القوم سبته. أما والله إني ليمنعني من اللعب ذكر الموت، وإنه ليمنعه من قول الحق نسيان الآخرة، إنه لم يبايع معاوية - وغيره غيره - حتى شرط أن يؤتيه آتية - واحلب حلبك... - ويرضخ له على ترك الدين رضخة، فتأمل يا خبير. (المعرب).
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست