من الصدف أن لفظة الرب تعاني من واجهت هذا المصير حتى أن كاتبا كالمودودي تصور أن لها خمسة معان في الأصل وذكر لكل معنى من المعاني الخمسة شواهد من القرآن الكريم ولكنه خفي عليه أنها ليست معاني مختلفة و إنما هي صور موسعة لمعنى واحد وإليك هذه الموارد والمصاديق:
1 - التربية، مثل رب الولد، رباه.
2 - الإصلاح والرعاية مثل رب الضيعة.
3 - الحكومة والسياسة مثل فلان قد رب قومه أي ساسهم وجعلهم ينقادون له.
4 - المالك كما جاء في الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرب غنم أم رب إبل.
5 - الصاحب مثل قوله: رب الدار أو كما يقول القرآن الكريم: * (فليعبدوا رب هذا البيت) * (قريش / 3).
لا ريب أن هذه المعاني قد أريدت من اللفظة في هذه الموارد وما يشابهها و لكن جميعها يرجع إلى معنى واحد أصيل، وما هذه المعاني إلا مصاديق وصور مختلفة لذلك المعنى الأصيل وما هي سوى تطبيقات متنوعة لذلك المفهوم الحقيقي وهو، من فوض إليه أمر الشئ المربى من حيث الاصلاح والتدبير و التربية.
فإذا قيل لصاحب المزرعة أنه ربها، فلأجل أن إصلاح أمور المزرعة مرتبطة به وفي قبضته.
وإذا أطلقنا على سائس القوم، صفة الرب، فلأن أمور قومه مفوضة إليه، فهو قائدهم، ومالك تدبيرهم ومنظم شؤونهم.
وإذا أطلقنا على صاحب الدار ومالكه اسم الرب، فلأنه فوض إليه أمر تلك الدار وإدارتها والتصرف فيها كما يشاء.
فعلى هذا يكون المربي والمصلح والرئيس والمالك والصاحب وما