الأسماء الثلاثة - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٤٥
عقيدة المشركين في آلهتهم إن الذي يسبر حياة المشركين يقف بوضوح على أنهم معتقدين بألوهية معبوداتهم وربوبيتها بشكل واضح وعلى القارئ الكريم أن يستشفه عن كثب وما هو إلا حكم التاريخ أولا، وحكم القرآن ثانيا، ونحن نذكر شيئا يسيرا منهما:
حكم التاريخ في عقيدة المشركين إن المشركين العرب وإن كانوا لا يعاونون من أي انحراف وإشكال في مسألة التوحيد في الخالقية وكانوا يعتقدون أنه سبحانه هو الخالق وحده وأنه لا خالق سواه وقد نقله سبحانه عنهم في غير واحد من الآيات:
قال تعالى: * (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز الحليم) * (الزخرف / 9) إلا أنهم كانوا في مسألة التدبير التي نعبر عنها بالربوبية على طرف النقيض من الحق وعلى خلاف الصواب، فكانوا يعتقدون بأرباب مكان الرب الواحد، ولكل رب شأن في عالم الكون. وما اشتهر بين الناس من أن المشركين يعتبرون الأصنام مجرد شفعاء عند الله لا أكثر تصور خاطئ، بل كانوا يعتقدون أن لها وراء هذا، شأنا أو شؤونا. ولأجل هذه المكانة لها كانوا يعبدونها ويستشفعون بها، وإليك شواهد على ذلك:
لقد دخلت الوثنية في مكة وضواحيها أول ما دخلت في صورة " الشرك في الربوبية " فقصة " عمرو بن لحي " الخزاعي دليل على أن أهل الشام كانوا يعتبرون الأوثان والأصنام مدبرة لجوانب من الكون.
يكتب ابن هشام في هذا الصدد فيقول:
كان " عمرو بن لحي " أول من أدخل الوثنية إلى مكة وضواحيها فقد رأى في
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول الإله في اللغة والقرآن الكريم 7
2 هل الإله بمعنى المعبود؟ 7
3 الإله في اللغة 7
4 مفهوم الإله في القرآن 12
5 الرب في اللغة والذكر الحكيم 15
6 التوحيد في الربوبية غير التوحيد في الخالقية 18
7 نتيجة هذا البحث: 25
8 خاتمة المطاف 26
9 الأولى: التوحيد في الذات 26
10 الثانية: التوحيد في الخالقية 27
11 الثالثة: التوحيد في الربوبية والتدبير 28
12 الرابعة: التوحيد في التشريع والتقنين 29
13 الخامسة: التوحيد في الطاعة 30
14 السادسة: التوحيد في الحاكمية 30
15 السابعة: التوحيد في العبادة 32
16 في تحديد مفهوم العبادة 33
17 العبادة في المعاجم والتفاسير 35
18 ليست العبادة نفس الخضوع أو نهايته 38
19 توجيه غير سديد 40
20 1 - نظرية صاحب المنار في تفسير العبادة 41
21 ويلاحظ على هذا التعريف: 41
22 2 - نظرية الشيخ شلتوت، زعيم الأزهر 42
23 3 - تعريف ابن تيمية 42
24 التعريف الصحيح: 43
25 العبادة هي الخضوع للشئ بما هو إله 43
26 أو: العبادة هي الخضوع للشئ بما هو رب 43
27 1 - الفعل أو القول المنبئ عن الخضوع والتذلل 44
28 2 - العقيدة الخاصة التي تدفعه إلى عبادة المخضوع له 44
29 عقيدة المشركين في آلهتهم 45
30 حكم التاريخ في عقيدة المشركين 45
31 قضاء الكتاب في عقيدة المشركين 48
32 التعريف المنطقي لمفهوم العبادة 52
33 الأول: التمعن في عبادة الموحدين والمشركين 53
34 الثانية: الإمعان في الآيات الداعية إلى عبادة الله، الناهية 55
35 عن عبادة الغير 55
36 التعاريف الثلاثة للعبادة 58
37 ثمرات البحث 59
38 1 - التوسل بالأنبياء والأولياء في قضاء الحوائج 59
39 2 - طلب الشفاعة من الصالحين 60
40 3 - التعظيم لأولياء الله وقبورهم وتخليد ذكرياتهم 61
41 4 - الاستعانة بالأولياء: 62
42 أسئلة وأجوبة 63
43 السؤال الأول 63
44 الجواب 63
45 1 - الشيخ جعفر كاشف الغطا (1156 - 1228) 63
46 2 - البلاغي النجفي (1284 - 1352 ه‍) 65
47 3 - القضاعي العزامي الشافعي (1284 - 1358 ه‍) 66
48 4 - فقيه العصر السيد الخوئي (1317 - 1412 ه‍) 70
49 ما هو المراد من العبادة في هذه الآيات؟ 72
50 الجواب 72
51 ما هو حكم إطاعة غير الله والخضوع له؟ 74
52 وأما الخضوع للغير فهو على أقسام: 75
53 دواعي العبادة لله سبحانه 77
54 1 و 2 - الطمع في إنعامه والخوف من عقابه 77
55 3 - كونه سبحانه أهلا للعبادة 78
56 خاتمة المطاف 79
57 الفوضى في التطبيق بين الإمام والمأموم 79
58 غيري جنى وأنا المعاقب فيكم 84
59 تصور خاطئ: 84
60 في حصر الاستعانة في الله 86
61 حصيلة البحث: 88
62 إجابة على سؤال 92
63 الجواب: 93