الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ٥٠
وكأنهم مستقبلون كواعبا * مستقبلين أسنة وكعابا وجدوا الردى من دون آل محمد * عذبا، وبعدهم الحياة عذابا ودعاهم داعي القضاء وكلهم * ندب إذا الداعي دعاه أجابا فهووا على عفر التراب وإنما * ضموا هناك الخرد الأترابا ونأوا عن الأعداء وارتحلوا إلى * دار النعيم، وجاوروا الأحبابا (1) * * * * * وظلت المواعظ الحسينية تأخذ مداها في الآفاق حتى أثمرت عن فضح المتقمصين لباس الخلافة الإسلامية، وكسر الإطار الديني المزيف الذي ضربوه أمام حكومتهم، فعاد الناس لا يصدقون أن بني أمية لهم الحق في خلافة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
وكذلك أثمرت عن شعور بالإثم، فقد تغافل الناس زمنا عن وصايا الإمام الحسين عليه السلام، ثم ما لبثوا أن أفاقوا على كلماته عن لسان أسرته، ولم يصبر الكثير منهم حتى عزم على الثأر، والتكفير عن الذنب.. فكانت ثورة التوابين، وثورة المدينة، وثورة المختار الثقفي، وثورة مطرف بن المغيرة، وثورة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وثورة زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام، كل ذلك في سنوات قليلة بعد شهادة الإمام الحسين صلوات الله عليه، حيث أثرت وصايا الحسين في أهل بيته، فمضوا يبصرون الناس فيحركون ضمائرهم، ويهزون مشاعرهم.
* * * * *

1 - من قصيدة للسيد رضا الهندي الموسوي: ص 42 من ديوانه المطبوع.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست