الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ٦١
هل تعلمون أن سيد الشهداء حمزة عم أبي؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم الله، هل تعلمون أن الطيار في الجنة عمي؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم الله، هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله صلى الله عليه وآله أنا متقلده؟
قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم الله، هل تعلمون أن هذه عمامة رسول الله صلى الله عليه وآله أنا لابسها؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم الله، هل تعلمون أن عليا كان أول القوم إسلاما، وأعلمهم علما، وأعظمهم حلما، وأنه ولي كل مؤمن ومؤمنة؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فبم تستحلون دمي؟
وأبي الذائد عن الحوض يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصادر عن الماء.
قالوا: قد علمنا ذلك، ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشا.
فقال عليه السلام: تبا لكم أيتها الجماعة وترحا، أحين استصرختمونا والهين، فأصرخناكم موجفين، سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم، فأصبحتم إلبا لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم، فهلا لكم الويلات...
إلى أن قال عليه السلام: ويحكم! أهؤلاء تعضدون، وعنا تتخاذلون؟!!
أجل والله غدر فيكم قديم، وشجت عليه أصولكم، وتأزرت فروعكم، فكنتم أخبث ثمر، شجى للناظر، وأكلة للغاصب. ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة! يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام... ثم قال عليه السلام:
فإن نهزم فهزامون قدما * وإن نهزم فغير مهزمينا
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست