الأخلاق الحسينية - جعفر البياتي - الصفحة ٢٣٣
الصلابة الحسينية الصبر، خصيصة فاضلة يعجب بها الناس ويجلونها، ويكبرون صاحبها، ويتمنون أنها فيهم، ولكن قليل هم الذين يحظون بها. والصبر، خلق ينطوي على معان سامية رفيعة، منها: الإيمان بالله، والتسليم لقضاء الله، والرضا بأمر الله، والشكر على ما يريده ويحبه الله.. كما يعبر عن قوة الجنان، ورجاحة العقل، وثبات القلب، واطمئنان النفس وهدوئها، ويشير إلى الزهد وحسن التوكل على الله، والثقة به سبحانه وتعالى، والتصديق بوعده وهو القائل: * (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) * (1).
وفي تعريف الصبر قال علماء الأخلاق: هو ضد الجزع، وهو ثبات النفس، أو هو احتمال المكاره من غير جزع، أو هو قسر النفس على مقتضيات الشرع والعقل: أوامر ونواهي. وفي الرواية: قال جبرئيل عليه السلام في تفسير الصبر: تصبر في الضراء، كما تصبر في السراء، وفي الفاقة كما تصبر في الغنى، وفي البلاء كما تصبر في العافية، فلا يشكو حاله عند المخلوق. وفي رواية: فلا يشكو خالقه عند المخلوق بما يصيبه من البلاء (2).
وفي بيان أنواع الصبر، قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 231 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست