إن بطون قريش أو قبائلها أكثر من عشرين قبيلة.. وقد ثبت في صحاحهم أن الله تعالى اختار قريشا من العرب، واختار هاشما من قريش.. فهل يعقل من الحكيم الذي اختار الله تعالى معدن هاشم على غيره، أن يختار الأئمة الاثني عشر الوارثين لنبيه صلى الله عليه وآله .. من غير بني هاشم؟!!
ففي صحيح مسلم: 7 / 58:
عن واثلة بن الأسقع: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم. انتهى.
ورواه الترمذي: 5 / 245، وقال (هذا حديث حسن صحيح غريب). وقال عنه في ص 243: ( هذا حديث حسن صحيح). ثم روى عدة أحاديث بمضمونه، منها: عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم، فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض. (والكبوة المزبلة!) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم، وخير الفريقين، ثم خير القبائل فجعلني من خير القبيلة ، ثم خير البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسا، وخيرهم بيتا. هذا حديث حسن . وروى نحوه بعده بسند آخر، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. انتهى.
وفي صحيح البخاري: 4 / 138:
باب قول الله تعالى: وإذ كر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا. وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة. إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، إلى قوله يرزق من يشاء بغير حساب. قال ابن عباس: وآل عمران المؤمنون من آل إبراهيم، وآل عمران وآل ياسين، وآل محمد، صلى الله عليه وسلم. انتهى.
ويطول الكلام لو أردنا أن نستعرض ما ورد من القرآن والسنة في اختيار الله تعالى لبني هاشم، واصطفائهم، وتفضيلهم، وحقهم على الأمة.
وليس ذلك إلا بسبب أن النبي صلى الله عليه وآله وعترته منهم، فهم جوهرة معدن هاشم، بل هم جوهرة كل بني آدم.
ويمكن للباحث هنا أن يصل بمعادلة بسيطة، بشهادة البخاري، إلى أن هؤلاء الأئمة الاثني