حدثنا أبو الطفيل قال: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس ، فقال: أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟!
قال: فقال له القوم: أخبره إذ سألك.
قال: كنا نخبر أنهم أربعة عشر، فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر، وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. انتهى. ورواه أحمد في: 4 / 320، وغيرها، ورواه كثيرون.
والنتيجة: أنه لا يبعد أن يكون قصد النبي صلى الله عليه وآله أن يخبر المسلمين بأن الله تعالى أقام الحياة البشرية من يوم خلق السماوات والأرض، وخلق الجنس البشري، على قانون الهداية والضلال بإتمام الحجة، وإمهال الناس ليعملوا بالهدى أو بالضلال.. فكان لا بد من وجود عنصري الهدى وعناصر الضلال معا، كعنصري السلب والإيجاب في الطاقة، فألهم النفس البشرية فجورها وتقواها، وأنزل آدم إلى الأرض ومعه إبليس، وبعث الأنبياء عليهم السلام ومع كل نبي عدو مضل أو أكثر، وجعل بعدهم أئمة ربانيين يهدون، وأئمة ضلال منافقين يضلون.. وعدد كل منهم في هذه الأمة اثنا عشر.. وأنه قد بدأت بهم دورة جديدة من الهدى والضلال، كما بدأت بآدم وإبليس.. ولذلك استدار الزمن كهيئته في أوله بانتهاء الفترة ، ووضوح الحجة. ويؤيد هذا الدليل العقلي صريح ما ورد من طريق أهل البيت عليهم السلام في تفسير آية (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا).
* * المسألة السادسة: راوي الحديث جابر السوائي روت مصادر السنيين حديث الأئمة الاثني عشر عن عدة رواة. وهم: عبد الله بن مسعود.
وأبو جحيفة. وجابر بن سمرة السوائي، وهذا الأخير أهمهم، لأن الصحاح اعتمدت روايته كما تقدم. وهو جابر بن سمرة بن جنادة. وقد ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب: 2 / 35 في نسبه (يقالين):
فقال: يقال (ابن عمرو بن جندب بن حجير ابن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة السوائي. ويقال: من قبيلة عامر بن صعصعة.
ويؤيد هذا الشك أن الذهبي قال في ترجمته: 3 / 187: (وهو وأبوه من حلفاء زهرة) انتهى