بل رووا عن نفس الراوي أن الحديث صدر من النبي صلى الله عليه وآله في المدينة، وليس في حجة الوداع في عرفات.. ولكن الكلمة المفقودة تبقى نفسها، وهي هوية الأئمة الاثني عشر!! ففي مسند أحمد: 5 / 97 و 107:
عن جابر بن سمرة قال: جئت أنا وأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: لا يزال هذا الأمر صالحا حتى يكون اثنا عشر أميرا، ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش. انتهى.
ثم رووه عن جابر هذا، وأن النبي صلى الله عليه وآله بشر بهؤلاء الأئمة الربانيين وهو يخطب في مسجده بالمدينة، وهو مسجد صغير محدود، ولكن الكلمة نفسها بقيت خفية على جابر بن سمرة.. حتى سأل عنها الخليفة القرشي عمر بن الخطاب.. فأخبره بها!
ففي معجم الطبراني الكبير: 2 / 256 ح 2073:
عن جابر بن سمرة: (قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يخطب على المنبر ويقول : اثنا عشر قيما من قريش، لا يضرهم عداوة من عاداهم، قال: فالتفت خلفي، فإذا أنا بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأبي في ناس، فأثبتوا لي الحديث كما سمعت). انتهى.
وقال عنه في مجمع الزوائد: 5 / 191: رواه البزار عن جابر بن سمرة وحده، وزاد فيه : ثم رجع، يعني النبي صلى الله عليه وسلم، إلى بيته، فأتيته فقلت: ثم يكون ماذا ؟ قال: ثم يكون الهرج. ورجاله ثقات. انتهى.
وعلى هذا صار الحديث: اثني عشر قيما والناس يعادونهم!! وصار الذي أثبت له هوية هؤلاء القيمين على الأمة جماعة فيهم عمر وأبوه!
فقد تغيرت صيغة الحديث، وصفات الأئمة فيه، ومكانه، والشخص الذي سأله عن الكلمة المفقودة ، لكنها ما زالت.. نفسها نفسها!!
والأعجب من الجميع أنهم رووا الحديث عن راو آخر، هو أبو جحيفة، فخفيت عليه نفس الكلمة أيضا!! ولكنه سأل عنها عمه، وليس أباه!
ففي مستدرك الحاكم: 3 / 618:
عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: كنت مع عمي عند النبي صلى الله عليه وآله فقال:
لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة، ثم قال كلمة وخفض بها صوته، فقلت