آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٧٢
عشر هم آل محمد صلى الله عليه وآله.. فالأئمة بنص الحديث اثنا عشر اختارهم الله من قريش، وآل محمد بنص هذا الحديث اصطفاهم الله تعالى كآل إبراهيم. فالأئمة المبشر بهم إذن.. هم آل محمد المصطفون، المطهرون.
ويؤيد ذلك ما رواه البخاري من أن عليا أول شاك من هذه الأمة يوم القيامة! فهذا يعني أنه صاحب قضية هامة أعطاها الله الأولوية في محكمته الكبرى على كل قضايا الأمة، بل على قضايا الأمم قاطبة.. لأنها أعظم ظلامة في تاريخ النبوات والأمم على الإطلاق!
!
قال البخاري في صحيحه: 5 / 6: (عن قيس بن عبادة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة)!! انتهى.
وبهذا يمكننا أن نفهم قول علي عليه السلام في نهج البلاغة: 1 / 82:
والله ما تنقم منا قريش إلا أن الله اختارنا عليهم، فأدخلناهم في حيزنا، فكانوا كما قال الأول:
أدمت لعمري شربك المحض صابحا * وأكلك بالزبد المقشرة البجرا ونحن وهبناك العلاء ولم تكن * عليا وحطنا حولك الجرد والسمرا * * المسألة الرابعة: أحاديث النبي صلى الله عليه وآله تفسر الاثني عشر من المتفق عليه بين المسلمين أن كلامه صلى الله عليه وآله بمنزلة القرآن يفسر بعضه بعضا . وذلك أصل عقلائي عند كل الأمم في تفسير نصوص أنبيائها، فإن أي أمة تجد نصا عن نبيها بالبشارة باثني عشر إماما من بعده، ولا تعرفهم من هم.. تنظر في نصوصه وأقواله وأفعاله الأخرى، لتعرف منها مقصوده بهؤلاء القادة المبشر بهم على لسانه!
وإذا نظرنا إلى ما صدر عن نبينا الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله في حق عترته : علي وفاطمة والحسن والحسين وذريتهم عليهم السلام، مما اتفق عليه المسلمون، وحكموا بصحته.. لا يبقى عندنا شك في أنه يقصد هؤلاء الذين مدحهم في مناسبات عديدة، وبين للأمة أن الله تعالى مدحهم في آياته، وطهرهم من الرجس تطهيرا، وأوجب على المسلمين مودتهم، وأوجب عليهم أن يصلوا عليهم معه في صلواتهم، وحرم عليهم الصدقة، وجعل لهم
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»