آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٦٧
! قال: ثم تكلم بشيء لم أسمعه، فزعم القوم أنه قال: كلهم من قريش)!!
فهل يمكن للإنسان أن يقبل خفاء أهم كلمة عن الأئمة الذين بشر بهم النبي صلى الله عليه وآله، وفي مثل ذلك الجو الهادئ المنصت في عرفات! وأن أحدا من المئة وعشرين ألف مسلم الذين كانوا يستمعون إلى نبيهم وهو يودعهم.. لم يسأل النبي عن الكلمة الخفية التي هي لب الموضوع؟!
ومما يكشف لك الحقيقة أن جابر بن سمرة نفسه روى أن النبي صلى الله عليه وآله كان يخطب وهو راكب على ناقته، وهذا يعني أنه كان حريصا على أن يوصل صوته إلى الجميع! ففي مسند أحمد: 5 / 87:
(ثم خفي من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم مني! انتهى.!
بل رووا أنه النبي صلى الله عليه وآله أمر شخصا جهوري الصوت فكان يلقي خطبته جملة جملة ، وكان يأمره أن (يصرخ) بها ليسمعها الناس!
ففي مجمع الزوائد: 3 / 270:
عن عبد الله بن الزبير قال: كان ربيعة بن أمية بن خلف الجمحي وهو الذي كان يصرخ يوم عرفة تحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أصرخ - - وكان صيتا - - أيها الناس أتدرون أي شهر هذا؟ فصرخ، فقالوا: نعم، الشهر الحرام. قال فإن الله عز وجل قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة شهركم هذا. ثم قال: أصرخ: هل تدرون أي بلد هذا... إلخ.
وعن ابن عباس... فلما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة أمر ربيعة بن أمية بن خلف فقام تحت ثدي ناقته، وكان رجلا صيتا، فقال: أصرخ أيها الناس أتدرون أي شهر هذا... إلخ. رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. انتهى.
* * والذي يزيد في ترجيح أن النبي قال (من عترتي) أو (من أهل بيتي)، ولم يقل (من قريش ) أنهم رووا الحديث عن نفس هذا الراوي بعدة صيغ مختلفة، ولكن الكلمة المفقودة في الجميع تبقى واحدة لا تتغير..
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»