آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٦٩
لعمي وكان أمامي: ما قال يا عم؟ قال: قال يا بني: كلهم من قريش. انتهى.
وقال عنه في مجمع الزوائد: 5 / 190: رواه الطبراني في الأوسط والكبير، والبزار، ورجال الطبراني رجال الصحيح. انتهى.
نجد أنفسنا هنا أمام ظاهرة لا مثيل لها في جميع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله !! وهي تدل بشكل قاطع على أن أمر هذا الحديث مهم جدا جدا، وأن في الأمر سرا يكمن في كلمة: كلهم من قريش!!
ويتبادر إلى الذهن هنا افتراض أن يكون الراوي الأصلي للحديث هو عمر وهو الذي صححه لهذا الصبي جابر بن سمرة وأثبته له وأمره أن يرويه هكذا!
فقد روى الخزاز القمي الرازي في كتابه كفاية الأثر / 90 عن عمر وحده، بدون ابن سمرة وأبيه، وبدون أبي جحيفة وعمه، قال الخزاز:
حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله قال: حدثنا الحسن بن علي زكريا العدوي، عن شيث بن غرقدة العدوي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن العلا قال: حدثنا إسماعيل بن صبيح اليشكري ، عن شريك بن عبد الله، عن المفضل بن حصين، عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الأئمة بعدي اثنا عشر، ثم أخفى صوته فسمعته يقول: كلهم من قريش.
قال أبو المفضل: هذا غريب لا أعرفه إلا عن الحسن بن علي بن زكريا البصري بهذا الإسناد ، وكتبت عنه ببخارا يوم الأربعاء، وكان يوم العاشور، وكان من أصحاب الحديث إلا أنه كان ثقة في الحديث. انتهى.
وبناءا على هذه الرواية المرجحة عندنا فإن توسيع هوية هؤلاء الأئمة الاثني عشر إلى جميع قريش، بدل عترة النبي فقط، أصله رواية عمر!
وهو منسجم مع ما كان يقوله لبني هاشم في حياة النبي وعند وفاته: إن قريشا تأبى أن تجمع لكم، يا بني هاشم، بين النبوة والخلافة!!
* * المسألة الثانية: لا يصح الوعد الإلهي بقيادة مجهولة!
إن الوعد النبوي بالاثني عشر إماما من بعده.. وعد إلهي من لدن حكيم خبير.. وهو وعد
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»