الخمس في ميزانية الدولة، وجعلهم وصيته وأمانته في أمته، وجعلهم عدلا لكتاب الله تعالى وسماهم معه (الثقلين).
ولا يتسع المقام لبسط الكلام فيما صدر في حقهم من النبي صلى الله عليه وآله من المديح والتعظيم، والتحذير من مخالفتهم وظلمهم.. فهذه الأحاديث عبرة لمن كان له قلب، وكفاية لمن ألقى السمع، وشهادة لمن أراد الحجة.
* * المسألة الخامسة: اثنا عشر إماما واثنا عشر شهرا ذكرت روايات الخطب الشريفة في حجة الوداع، أن النبي صلى الله عليه وآله ذكر الأئمة الاثني عشر، وذكر استدارة الزمن كأول ما خلق الله الأرض وقرأ الآية: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا.
ففي صحيح البخاري: 5 / 126:
عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض. السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات ذو العقدة وذو الحجة والمحرم ورجب. انتهى. ورواه أيضا في 5 / 204، و 6 / 235. وأبو داود في : 1 / 435. وأحمد في: 5 / 37.
ورواه في مجمع الزوائد: 3 / 265: بصيغة أقرب إلى أسلوب النبي صلى الله عليه وآله من رواية البخاري، جاء فيها: (ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض ، ثم قرأ: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم، ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم. ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض...). انتهى.
وقد ذكر المفسرون والشراح السنيون أن المعنى إلغاء النسيء الذي ابتدعته العرب للأشهر الحرم، وبذلك يرجع تأخير الزمن والتوقيت إلى هيئته الأولى فلا نسيء بعد اليوم.
ولكنه تفسير غير مقنع، فإن نسيء العرب لم يكن مؤثرا في الزمن والفلك، حتى يرجع الزمن إلى حالته الأولى بإلغاء النسيء!
كما أنه لا دليل على ارتباط استدارة الزمان بالنسيء في كلامه صلى الله عليه وآله، فهو