آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٣٢٧
المعترض، لكن لم تنزل عليه العقوبة، لأنهم ذكروا وفاته في الشام، وليس بالعذاب الواقع.
ومهما يكن، فإن من المؤكد أنه يوجد حارث غيره اعترض على النبي صلى الله عليه وآله حيث ورد ذكره في تفسير الثعلبي، وعدد من مصادرنا باسم الحارث بن النعمان الفهري، وأنه هو صاحب حجر السجيل، كما تقدم. وكذلك تقدم اسم الحارث بن عمرو الفهري، في رواية الحاكم الحسكاني، ورواية الكافي والمناقب.
ومما يؤيد أنه حارث آخر، أنهم ترجموا لشخص وأولاده، ولم يذكروا عنه شرحا، ولا ذكروا سبب موته.. فقد ينطبق عليه!
قال ابن كثير في سيرته: 2 / 499: (عامر بن الحارث الفهري، كذا ذكره سلمة عن ابن إسحاق وابن عائذ. وقال موسى بن عقبة وزياد عن ابن إسحاق: عمرو بن الحارث).
وقال في ص 502: (عمرو بن عامر بن الحارث الفهري، ذكره موسى بن عقبة). انتهى. وذكر نحوه في عيون الأثر: 1 / 358.
وعليه، يكون الحارث صاحب حجر السجيل فهريا، وليس عبدريا.
ويكون جابر بن النضر العبدري الذي ورد في رواية أبي عبيد، صاحب حجر سجيل آخر.. والله العالم.
الأفجران من قريش أم... الأفجرون؟
ورد في مصادر الحديث أن أسوأ قبائل قريش، وأشدها على النبي صلى الله عليه وآله هم بنو أمية، وبنو المغيرة، وهم فرع أبي جهل من مخزوم، وورد وصفهم بالأفجرين.. ولا بد أن نضيف إليهم بني عبد الدار فيكون الأفجرون بالجمع.. وإن كان الإنسان بعد أن يستثني بني هاشم والقلة الذين معهم من قريش، يشك في من هو الأحسن والأفجر من الباقين!!
قال السيوطي في الدر المنثور: 4 / 84:
(وأخرج البخاري في تاريخه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله: ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا، قال: هما الأفجران من قريش: بنو المغيرة وبنو أمية، فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين!). انتهى.
ويشبه أن يكون ذلك كلاما نبويا ردده عمر، وإذا صح ذلك عنه، يتوجه إليه السؤال: لماذا ولى معاوية الأموي على حكم الشام، وأطلق يده ولم يحاسبه أبدا، ثم رتب الخلافة من بعده في شورى جعل فيها حق النقض لصهر عثمان الأموي، فأكمل بذلك تسليم الدولة الإسلامية لأحد الأفجرين من قريش؟ ولكنها.. السياسة!!
* تم كتاب آيات الغدير، والحمد لله رب العالمين * *
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327