آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٧٤
موضوع مستقل عن النسيء وإن اشتبه الشراح في ربطه به!
وبما أن النبي صلى الله عليه وآله في مقام توديع أمته، وبيان مرحلة ما بعده من الهدى والضلال، والعقائد والأحكام، وطريق الجنة والنار.. فقد يقصد بإخباره باستدارة الزمن : أن مرحلة جديدة بدأت من ذلك اليوم فما بعده، من قوانين الهداية والإضلال الإلهي.
وأن حركة الزمن المادي قوامها الأشهر الاثنا عشر، وحركة الزمن بقانون الهداية والضلال معالمها الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام، الذين ينسجم وجودهم التكويني والمادي مع نظام الاثني عشر شهرا في تكوين السماوات والأرض.
ويؤيد ذلك: قداسة عدد الاثني عشر في القرآن، ونظام الاثني عشر نقيبا الذي شرعه الله في بني إسرائيل، والاثني عشر حواريا لعيسى، وأن النبي صلى الله عليه وآله طلب من الأنصار في أول بيعتهم له أن يختاروا منهم اثني عشر نقيبا.. ثم بشر الأمة بالأئمة الاثني عشر من بعده..
بل تدل الأحاديث الشريفة على أن معالم الضلال في الأمة بعد النبي تتمثل في اثني عشر (إماما) مضلا من أصحابه، وقد شدد النبي صلى الله عليه وآله على التحذير منهم! فمقابل كل إمام هدى إمام ضلال، كما أن مقابل كل نبي عدو من المجرمين، يعمل لإضلال الناس!
قال الله تعالى: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا.
يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا. لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني، وكان الشيطان للإنسان خذولا. وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا. وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا. سورة الفرقان: 27 - 31.
وفي صحيح مسلم: 8 / 122 - 123:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: في أصحابي اثنا عشر منافقا، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في أمتي - قال شعبة: وأحسبه قال:
حدثني حذيفة، وقال غندر: أراه قال: في أمتي - اثنا عشر منافقا، لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة، سراج من النار يظهر في أكتافهم، حتى ينجم من صدورهم.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»