فلو كان من بني عامر بن صعصعة، لم يحتج أن يكون حليفا لأنهم قرشيون على السواء مع بني زهرة!
وسمرة هذا، من الطلقاء. فقد قال في تهذيب التهذيب: 4 / 206: (وقرأت بخط الذهبي إنما مات في ولاية عبد الملك ابنه جابر، وأما سمرة فقديم. وذكر ابن سعد أنه أسلم عند الفتح، ولم أقف على من أرخ وفاته غير من تقدم). انتهى. ويفهم منه أن الذهبي يشك في أن سمرة قد أسلم، ولذا قال أن ابن سعد ذكر ذلك. ولكن البخاري قال في التاريخ الكبير : 4 / 177: (إن لسمرة هذا صحبة). انتهى.
أما جابر ابنه فهو فرخ طليق، فقد كان صغيرا عند فتح مكة، لأنه توفي سنة 76، ولأنه يروي أن النبي صلى الله عليه وآله مسح على خد الصبيان المصلين في المدينة بعد الفتح وكان منهم. (سير أعلام النبلاء: 3 / 187).
ولعل جابر بن سمرة عاش في كنف خاله سعد بن أبي وقاص في المدينة، وقد روي أنه اشترك في فتح المدائن، ثم سكن الكوفة وابتنى بها دارا. (أسد الغابة: 1 / 254). وعلى هذا يكون جابر في حجة الوداع صبيا صغيرا أو مراهقا، ويكون الراوي الوحيد المعتمد في الصحاح لحديث أئمة هذه الأمة بعد نبيها.. هذا الصبي الطليق من حلفاء قريش!
فأعجب ما شئت لشيوخ قريش، وكبار الصحابة، حيث لم يكن عندهم ذكاء هذا الصبي الطليق ، واهتمامه بمستقبل الأمة، وأئمتها الربانيين!
أو فأعجب للخلافة القرشية كيف سيطرت على مصادر الحديث النبوي عند السنيين، فلم تسمح بتدوين حديث في الأئمة الاثني عشر، الذين بشر بهم رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله .. إلا حديث هذا الصبي!!
* * المسألة السابعة: درجات الصحة التي منحوها للأحاديث الثلاثة في مصادر السنيين ثلاث صيغ لحديث الأئمة الاثني عشر، وثلاثة رواة:
وقد اتفقوا على تصحيح حديث جابر بن سمرة، وعلى تحسين حديث أبي جحيفة المشابه له، وبعضهم صححه. واختلفوا في تصحيح حديث ابن مسعود الذي يختلف عنهما، بحجة أن في سنده مجالد بن سعيد، الذي لم يوثقه إلا النسائي وبعض علماء الجرح والتعديل، وضعفه آخرون.