منه سبحانه بأئمة بعد رسوله، كما هي سنته تعالى في الأمم السابقة، ورحمة منه لهذه الأمة بحل أصعب مشكلة تواجهها الأمم بعد أنبيائها على الإطلاق!
فهل تقبل عقولنا أن الله تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وآله بأن يدل أمته على قادة مجهولين؟!
نحن نرى أن الله تعالى وعد الأمم السابقة على لسان عيسى عليه السلام برسول يأتي من بعده بخمس مئة سنة، ومع ذلك سماه باسمه فقال: (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد.
سورة الصف - - 6)، صلى الله عليه وآله.
فكيف يعقل أنه تعالى وعد الأمة الخاتمة على لسان نبيها بقادتها الربانيين (القيمين على الأمة) بعد نبيها ثم لا يسمي أولهم على الأقل، ولا يسمي أسرتهم، بل يكتفي بالقول إنهم من بضع وعشرين قبيلة تنتمي إلى قريش!! إن التصديق بذلك يعني نسبة عدم الحكمة إلى الله عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وآله! لأن من شأنه أن يشعل الصراع بين هذه القبائل التي تتنازع على الأمور الصغيرة، الأقل من السلطة ورئاسة الدولة بآلاف المرات كسرقة جمل في مكة؟!
فهل يجرؤ عاقل يعرف صفات ربه، على نسبة ذلك إلى الله تعالى!
نعم قد يكون من المصلحة في بعض الإخبارات النبوية أن يبدأ النبي صلى الله عليه وآله بإلقائها عامة تثير السؤال، حتى إذا سأله الناس عنها بينها لهم، ليكون بيانها بعد سؤالهم أوقع لثبوتها في نفوسهم.. لكن أين أسئلة المسلمين عن هؤلاء الأئمة، وأجوبة نبيهم صلى الله عليه وآله؟
إنك لا تجدها إلا في مصادر أحاديث الشيعة فقط!
* * المسألة الثالثة: من قريش، لكن من عترة النبي صلى الله عليه وآله لو غضضنا النظر عن كل الإشكالات على الحديث، وقبلنا أنه صدر عن النبي صلى الله عليه وآله بصيغته التي صححوها في مصادرهم.. فهو إذن يقول: إن قادة الأمة الخاتمة اثنا عشر ربانيا قيما على الأمة، وإنهم من قريش.
ويأتي هنا السؤال: من أي قريش اختارهم الله تعالى؟