آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٥٩
يا علي انطلق فأخبرهم أني أنا الأجير الذي أثبت الله مودته من السماء، ثم أنا وأنت مولى المؤمنين، وأنا وأنت أبوا المؤمنين. انتهى.
الفصل الثاني:
أعظم ما في خطب الوداع بشارة النبي صلى الله عليه وآله بالأئمة الاثني عشر بعده في اعتقادنا أن ولاية الأمر بعد النبي صلى الله عليه وآله كانت أمرا مفروغا عنه عند الرسول صلى الله عليه وآله، وأن الله تعالى أمره أن يبلغ الأمة ولاية عترته من بعده ، كما هي سنته تعالى في أنبيائه السابقين الذين ورث عترتهم الكتاب والحكم والنبوة، وجعلهم ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم..
ونبينا صلى الله عليه وآله أفضلهم، ولا نبوة بعده، بل إمامة ووراثة الكتاب.. وعترته وذريته صلى الله عليه وآله أفضل من ذريات جميع الأنبياء عليهم السلام، وقد طهرهم الله تعالى بنص كتابه، واصطفاهم وأورثهم الحكم والكتاب بنص كتابه (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا..).
وكان النبي صلى الله عليه وآله كان طوال نبوته يبلغ ولاية عترته بالحكمة والتدريج، والتلويح والتصريح، لعلمه بحسد قريش لبني هاشم، وخططها لإبعادهم عن الحكم بعده..
بل قد لمس صلى الله عليه وآله مرات عديدة عنف قريش ضدهم، فأجابهم بغضب نبوي!
وكانت حجة الوداع فرصة مناسبة للنبي صلى الله عليه وآله لكي يبلغ الأمة ولاية الأمر لعترته رسميا على أوسع نطاق، حيث لم يبق بعد تبليغ الفرائض والأحكام، واتساع الدولة الإسلامية، والمخاطر المحيطة بها، وإعلان النبي صلى الله عليه وآله قرب رحيله إلى ربه.. إلا أن يرتب أمر الحكم من بعده.
بل تدل النصوص ومنطق الأمور، على أن ذلك كان الهم الأكبر للنبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع، وأن قريشا كانت تعرف جيدا ماذا يريد صلى الله عليه وآله، وتعمل لمنعه من إعلان ذلك! وأنها زادت من فعاليتها في حجة الوداع لمنع تكريس ولاية علي والعترة عليهم السلام.
ولا يتسع هذا البحث للاستدلال على المفردات التي ذكرناها.. وكل مفردة منها عليها عدة
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»