آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٨١
- - في حدود ما ثبت في الشريعة المقدسة - - في حالة عدم اختيار الله تعالى لأحد..
أما إذا اختار عز وجل إماما فقد قضي الأمر، ولم يبق معنى لاختيار الأمة لحاكم آخر، إلا أنها تتفلسف في مقابل ربها عز وجل وتخالف اختيار مالكها الحكيم سبحانه!
* * المسألة العاشرة: قرشية الحديث ألقاها عمر في البحر من المفارقات في منطق عمر بن الخطاب مؤسس نظام الخلافة القرشية، أنه هو الذي رفع راية (أن الخليفة من قريش والخلافة لا تكون إلا في قريش)، فقد احتج على الأنصار في السقيفة بأن قريشا قبيلة النبي صلى الله عليه وآله فهم أحق بسلطانه.. فمن ذا ينازعنا سلطان محمد ونحن قومه وعشيرته؟!
وكان هدفه من ذلك تسكيت الأنصار، الذين يعيش القرشيون في بلدهم وضيافتهم، حتى لا يقولوا نحن نصرناه ونحن أولى بخلافته!! وقد نجح عمر بهذا المنطق القبلي في السقيفة، بسبب تفرق كلمة الأنصار، رغم مخالفة رئيسهم سعد بن عبادة مخالفة عنيفة.
ولكن عمر نفسه عند وفاته تخلى عن مبدأ قرشية الخليفة، وألقى به في البحر، وأكد أنه لو كان سالم الفارسي مولى أبي حذيفة الأموي حيا، لعهد إليه بالخلافة!! ففي تاريخ المدينة: 3 / 140:
(عن عبد الله بن بريدة: لما طعن عمر رضي الله عنه قيل له: لو استخلفت؟ قال: لو شهدني أحد رجلين استخلفته أني قد اجتهدت ولم آثم أو وضعتها موضعها: أبو عبيدة بن الجراح ، وسالم مولى أبي حذيفة!!).
وفي مجمع الزوائد: 4 / 220:
(عن أبي رافع أن عمر بن الخطاب كان مستندا إلى ابن عباس وعنده ابن عمر وسعيد بن زيد فقال: اعلموا أني لم أقل في الكلالة شيئا، ولم أستخلف من بعدي أحدا، وأنه من أدرك وفاتي من سبي العرب فهو حر من مال الله عز وجل.
فقال سعيد بن زيد: أما إنك لو أشرت برجل من المسلمين لائتمنك الناس، وقد فعل ذلك أبو بكر، وائتمنه الناس.
فقال عمر: قد رأيت من أصحابي حرصا سيئا، وإني جاعل هذا الأمر إلى هؤلاء النفر الستة
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»