فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وآله فأخبرته الخبر، فقال: إرجع إلى مسجدي حتى تصعد منبري، فأحمد الله وأثن عليه وصل علي، ثم قل: أيها الناس، ما كنا لنجيئكم بشئ إلا وعندنا تأويله وتفسيره، ألا وإنس أنا أبوكم ألا وإني أنا مولاكم، ألا وإني أنا أجيركم . انتهى.
وقد وجدنا لهذا الحديث مناسبة خامسة أيضا. فقد روى فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره / 392، قال: حدثنا عبد السلام بن مالك قال: حدثنا محمد بن موسى بن أحمد قال: حدثنا محمد بن الحارث الهاشمي قال: حدثنا الحكم بن سنان الباهلي، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح قال: قلت لفاطمة بنت الحسين: أخبريني جعلت فداك بحديث أحدث، واحتج به على الناس.
قالت: نعم، أخبرني أبي أن النبي صلى الله عليه وآله كان نازلا بالمدينة، وأن من أتاه من المهاجرين عرضوا أن يفرضوا لرسول الله صلى الله عليه وآله فريضة يستعين بها على من أتاه، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا: قد رأينا ما ينوبك من النوائب، وإنا أتيناك لتفرض فريضة تستعين بها على من أتاك. قال: فأطرق النبي صلى الله عليه وآله طويلا ثم رفع رأسه فقال: إني لم أؤمر أن آخذ منكم على ما جئتم به شيئا، إنطلقوا فإني لم أؤمر بشيء، وإن أمرت به أعلمتكم.
قال: فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إن ربك قد سمع مقالة قومك وما عرضوا عليك ، وقد أنزل الله عليهم فريضة: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى.
قال فخرجوا وهم يقولون: ما أراد رسول الله إلا أن تذل الأشياء، وتخضع الرقاب ما دامت السماوات والأرض لبني عبد المطلب.
قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب أن اصعد المنبر وادع الناس إليك ثم قل: أيها الناس من انتقص أجيرا أجره فليتبوأ مقعده من النار، ومن ادعى إلى غير مواليه فليتبوأ مقعده من النار، ومن انتفى من والديه فليتبوأ مقعده من النار!
قال: فقام رجل وقال: يا أبا الحسن ما لهن من تأويل؟ فقال: الله ورسوله أعلم.
فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره، فقال رسول الله: ويل لقريش من تأويلهن ، ثلاث مرات! ثم قال: