* * إذن، فقد طرح النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع أمر الحكم من بعده، وأخبر عن ربه عز وجل بأن حكم الأمة الشرعي يكون لاثني عشر! ولكن ذلك لا يحل مشكلة الباحث، بل يفتح باب الأسئلة على قريش ورواتها:
السؤال الأول: لماذا نرى أن روايات هذه القضية الضخمة تكاد تكون محصورة عندهم براو واحد، هو جابر السوائي، الذي كان صغيرا في حجة الوداع، ولعله كان صبيا ابن عشر سنوات ! ألم يسمعها غيره؟
ألم يروها غيره من كل الصحابة الذين كانوا حاضرين؟!
أم أن غيره رواها.. ولكن رواية جابر فازت بالجائزة لأنها أحسن رواية ملائمة للخلافة القرشية، فاعتمدتها وسمحت بتدوينها!
السؤال الثاني: كان المسلمون يسألون النبي صلى الله عليه وآله عن صغير الأمور وكبيرها ، حتى في أثناء خطبه، وهذه الروايات تقول إنه أخبرهم بأمر كبير خطير، عقائدي، عملي ، مصيري، مستقبلي.. وتدعي أنه أجمله إجمالا، وأبهمه إبهاما.. ثم لا تذكر أن أحدا من المسلمين سأله عن هؤلاء الأئمة الربانيين، وما هو واجب الأمة تجاههم؟!
وإذا كانت (قريش) قد ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وآله في بيته في المدينة، كما يقول نفس الراوي، وطرقت عليه بابه لتسأله عما يكون بعد مضي هؤلاء الاثني عشر وانتهاء عهودهم.. فهل يعقل أنها لم تسأله عنهم، وعما يكون في زمانهم؟
(وقريش في المدينة تعني عند الرواة عمر وأبا بكر فقط؟!) إذن.. قريش سألته عنهم في المدينة.. فأين جوابه؟!
وهل يعقل أن أحدا من المسلمين في حجة الوداع من قريش وغير قريش، لم يسأل النبي صلى الله عليه وآله عنهم، ولا عما يكون قبلهم، وبعدهم، وعن واجب الأمة تجاههم.. فأين جواب النبي صلى الله عليه وآله؟!!
السؤال الثالث: لماذا خفيت على الراوي الكلمة الحساسة، التي تحدد هوية الأئمة الاثني عشر، حتى سأل عنها الراوي القريبين منه؟!
ثم رووها عن النبي صلى الله عليه وآله في المدينة أيضا، فخفيت نفس الكلمة! يا سبحان