إملاء: أنا محمد بن زيد بن علي الطبري أبو طالب بن أبي شجاع البريدي بآمل بقراءتي عليه ، أنا أبو الحسين زيد بن إسماعيل الحسني، نا السيد أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني ، أنا عبد الرحمن بن الحسن الخاقاني، نا عباس بن عيسى، نا الحسن بن عبد الواحد الخزاز ، عن الحسن بن علي النخعي، عن رومي بن حماد المخارقي قال:
قلت لسفيان بن عيينة: أخبرني عن (سأل سائل) فيمن أنزلت؟ قال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك، سألت عنها جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك، حدثني أبي عن آبائه عليهم السلام قال: لما حج النبي صلى الله عليه وآله حجة الوداع فنزل بغدير خم، نادى في الناس فاجتمعوا.
فقال: يا أيها الناس ألم أبلغكم الرسالة؟ قالوا: اللهم بلى.
قال: أفلم أنصح لكم؟ قالوا: اللهم بلى.
قال: فأخذ بضبع علي عليه السلام فرفعه حتى رؤي بياض إبطيهما، ثم قال: أيها الناس من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
قال: فشاع ذلك، فبلغ الحارث بن النعمان الفهري، فأقبل يسير على ناقة له حتى نزل بالأبطح فأناخ راحلته وشد عقالها، ثم أتى النبي صلى الله عليه وآله وهو في ملأ من أصحابه، فقال: يا رسول الله والله الذي لا إله إلا هو إنك أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله فشهدنا، ثم أمرتنا أن نشهد أنك رسوله فشهدنا، ثم أمرتنا أن نصلي خمسا فصلينا، ثم أمرتنا أن نصوم شهر رمضان فصمنا، ثم أمرتنا أن نزكي فزكينا، ثم أمرتنا أن نحج فحججنا ، ثم لم ترض حتى نصبت ابن عمك علينا، فقلت: من كنت مولاه فهذا علي مولاه هذا عنك أو عن الله تعالى؟! قال النبي صلى الله عليه وآله: لا، بل عن الله.
قال: فقام الحارث بن النعمان مغضبا وهو يقول: اللهم إن كان ما قال محمد حقا فأنزل بي نقمة عاجلة.
قال: ثم أتى الأبطح فحل عقال ناقته واستوى عليها، فلما توسط الأبطح رماه الله بحجر فوقع وسط دماغه وخرج من دبره، فخر ميتا، فأنزل الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع. وقد أورد أبو إسحاق الثعلبي إمام أصحاب الحديث في تفسيره هذه الحكاية بغير إسناد.